عاش يوم أمس الآلاف من سكان مدينة القنيطرة ونواحيها أزمة حقيقية بسبب انعدام كامل لوسائل النقل العمومي، ما فرض على الكثير منهم استخدام وسائل نقل بديلة من قبيل “الخطافة” ومواطنين عاديين سخروا عرباتهم لنقل الطلبة والمستخدمين لمدارسهم ومقرات عملهم. ويعيش سكان مدينة القنيطرة ونواحيها، منذ أيام معاناة حقيقية مع النقل الحضري، لا سيما بعد أن أوقفت الشركة المدبرة للنقل بمدينة “حلالة”، أسطولها بسبب أعذار يقول عنها بعض المسؤولين بالمجلس البلدي بأنها غير منطقية وغير واقعية. وفي هذا الصدد قال رشيد بلمقايصية، نائب رئيس المجلس البلدي المكلف بملف النقل داخل المدينة، إن المجلس اتخذ جميع الإجراءات والتدابير الضرورية من أجل توفير النقل للمواطنين، وعدم شل حركة التنقل بجميع جهات المدينة، مشيراً إلى أنهم جندوا أسطولاً مكوناً من حافلات نقل المستخدمين “الميني بيس”، من أجل القيام بهذه المهمة. وكشف بلمقايصية في تصريح ل”برلمان.كوم”، أنهم كمسؤولين بالمجلس منحوا شركة “الكرامة” التي تدبر النقل بالمدينة مدة تصل إلى غاية 30 دجنبر الجاري، من أجل تعزيز أسطولها بحوالي 100 حافلة جديدة، “وإذا لم تقم بذلك فالعقد معها سيصبح لاغياً وسنقوم بإعلان طلبات عروض”. وأشار ذات المسؤول بالمجلس البلدي، إلى أن الشركة أخلت بكل شروط العقد المبرم بينها وبين المجلس، وذلك من خلال ضعف الخدمات وقلة صيانة الحافلات وعدم كفايتها وتوقيف العمل ببعض الخطوط، موضحاً أنهم قاموا بمفاوضات كثيرة مع الشركة، خلصت إلى تطبيق الغرامات العديدة، وبعض التدابير الزجرية، كما أنهم لجأوا إلى التحكيم لدى وزارة الداخلية الذي يفرضه العقد المبرم بين الجماعة والشركة. وعن المشاكل التي عانى منها القنيطريون فيما سبق بسبب تكسير زجاج الحافلات من طرف بعض الجانحين وكذا السرقات والاعتداءات بمحطات التوقف، أوضح ذات المصدر بأنه “بفضل السلطات المحلية والأمن مشكوراً على المجهودات التي يبذلها، سنقوم بالتصدي لكل هذه المشاكل ومن مس بسلامة المواطنين أو الممتلكات سيعرض على المحكمة”. وبخصوص الوضعية الاجتماعية للعمال بعد مغادرة الشركة التي تدبر النقل بالقنيطرة، أكد بلمقايصية بأنهم أخذوا ذلك في الحسبان، وسيشترطون على الشركة القادمة أن تدمج كل الأطقم من سائقين، وتقنيين، ومراقبين، وإداريين بطريقة مباشرة وسلسة. وختم ذات المصدر حديثه بتأكيده أنهم ماضون في إيجاد الحلول لأزمة النقل، مشدداً على أنه لن يتكرر نفس المشكل الذي عانت منه بعض المدن الأخرى بهذا الخصوص، “لأن الوضع مختلف تماماً ونحن نقوم الآن بتوفير النقل لكل المواطنين، ريثما نعلن عن طلبات العروض ونتعاقد مع الشركة التي ستدبر قطاع النقل بالمدينة. وجدير بالذكر أن المجلس البلدي للقنيطرة الذي يترأسه عزيز الرباح، وزير وزير الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة، كان قد أبرز في بيان سابق له أن ما وصل إليه قطاع النقل بالمدينة، دفع المكتب المسير للجماعة إلى اتخاذ مجموعة من التدابير لتصحيح الوضع لصالح المواطنين.