لا شيء يُثير عيْن زائر مدينة القنيطرة أكثر من الحافلات التي تؤمّن النقل الحضري، ليس لجماليتها؛ بل لمنظرها الغريب، إذ تبدو أشبه بعربات عسكرية مصفحة وقديمة، وليس بحافلات. الواجهة الأماميّة لكثير من الحافلات تحمل آثار محاولة كسْر زجاجها. أمّا زجاج النوافذ فقد وجدت له الشركة المفوّض لها تدبير النقل الحضري حلّا أبديا: تعويض الزجاج المكسور بقِطع من حديد. المُثير أكثر هو أنّ أغلب حافلات النقل الحضري التي تجوب شوارع مدينة القنيطرة زجاج نوافذها مكسور، وجرى تعويضه بقطع حديدية ذات لوْن أسود، يتعذّر معها على الركاب رؤية الخارج. تعويض زجاج الحافلات بالقطع الحديدة لا يؤدّي فقط إلى حجب الرؤية، بل يُعتبر عاملا مساعدا للصوص لسرقة الركاب، "الشفار كيْطلع للطوبيس بْحالّا كيتسارا فالسوبير مارشي"، يقول أحد أبناء المدينة. لا يعرف القنيطريون الأسباب الكامنة وراء تخريب زجاج حافلات النقل الحضري بمدينتهم؛ بينما عدَّ عزيز الرباح، رئيس المجلس البلدي للقنيطرة، في بلاغ صادر عن المجلس سالف الذكر منذ سنتين، أعمال التخريب "حمْلة ممنهجة لاستفحال مشاكل النقل الحضري". خطابُ رئيس المجلس البلدي للقنيطرة اعتبره إدريس السدراوي، رئيس الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان، "محاولة للهروب من تحمّل المسؤولية"، مضيفا "إذا كان هناك تخريب ممنهج فيجب أن تتمّ معاقبة المخرّبين". وحمّل السدرواي مسؤولية وضعية تردّي خدمة النقل الحضري بمدينة القنيطرة، بالأساس، إلى المجلس البلدي، باعتباره لا يقوم بتتبّع ومراقبة مدى التزام الشركة المكلف بالنقل بدفتر التحملات، ثم السلطات المحلية والأمنية. تردّي خدمة النقل الحضري بمدينة القنيطرة، حسب السدراوي، يدفع بالمواطنين إلى الاستعانة بوسائل نقل أخرى، مثل "الخطافة"؛ وهو ما يُعرّض الكثير منهم لأخطار وجرائم، كالسرقة، خاصة النساء. وسبق للرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان أنْ راسلتْ مختلف الجهات المعنية بشأن وضعية النقل الحضري بمدينة القنيطرة، بمن فيها المجلس البلدي؛ "لكننا لم نتلقَّ أيّ رد على مراسلاتنا"، يقول السدراوي. ودعا المتحدث ذاته المجلس البلدي والسلطات إلى تحمُّل مسؤوليتها وتوفير حافلات تحفظ كرامة سكان مدينة القنيطرة، بدَل الحافلات الحالية التي تمسُّ الذوق العامَّ وجمالية المدينة"، على حد تعبيره، واصفا وضعية النقل الحضري بالقنيطرة ب"الخطيرة".