تستعد العديد من الفعاليات الحقوقية والنقابية في مدينة القنيطرة، هذا الأسبوع، للدخول في سلسلة من الأشكال النضالية «الشرسة» احتجاجا على ما أسمته لامبالاة المسؤولين وممثلي السكان بتردي خدمات النقل الحضري بالمدينة، واستهتارهم بمعاناة المواطنين مع هذا المرفق الحيوي. ودعا الغاضبون، الطيب الشرقاوي، وزير الداخلية، إلى إيفاد لجنة للتقصي والبحث في الخروقات التي تطال هذا المجال المرتبط بفئة عريضة من المواطنين، جراء سكوت مسؤولي المدينة من منتخبين بالمجلس البلدي عوض القيام بدورهم في المراقبة والتتبع والردع، وسلطات محلية ترى المدينة تعيش أزمة نقل دون أن تحرك ساكنا، في انتهاك صارخ لحق المواطن في وسائل نقل لائقة. وقالت الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان، في بلاغ توصلت «المساء» بنسخة منه، إنها قررت القيام بحملة تواصلية وتحسيسية مع مجموعة من المواطنين بالأحياء المتضررة في أفق التحضير لأسبوع الغضب والاحتجاج على تردي خدمات النقل الحضري، والتنديد بسكوت المسؤولين المنتخبين والسلطات المحلية إزاء المشاكل المتفاقمة التي يعرفها القطاع. وكشفت الهيئة الحقوقية أنها ستبدأ الحملة الاحتجاجية خلال شهر فبراير المقبل ضد لوبي الدفاع عن شركة «الهناء» المحتكرة لمرفق النقل بالقنيطرة رغم إجماع الساكنة على عدم أهليتها وتسببها في أزمة نقل خانقة، ناهيك، عن الحيف والاستغلال الذي يعانيه مستخدموها، مشيرة إلى أن العديد من المناطق في المدينة لا زالت معزولة عن محيطها، حيث قالت، إنه من الصعب أن يجد القاطنون بها وسيلة نقل عمومية، سيما في ظل وجود أسطول من الحافلات وصفتها بالخردة نتيجة حالتها المهترئة، والتي تتسبب في الكثير من الأحيان في حوادث سير قاتلة، وتضر بالبيئة نتيجة الأدخنة المنبعثة منها. وأوضح ادريس السدراوي، رئيس الرابطة، أن الوضع الحالي أضحى لا يطاق، وقال إن منظمته، وبتنسيق مع فعاليات أخرى، قررت إعلان الحرب على المتسترين على خروقات واختلالات قطاع النقل الحضري بالمدينة، وفضح سياسة النعامة التي ينهجونها إزاء الأزمة التي اكتوى بلهيبها التلاميذ والطلبة والنساء، وكافة شرائح الساكنة القنيطرية، مدينا في الوقت نفسه تواطؤ جهات نافذة في هذا الملف، وفشل المجالس المنتخبة في حل هذه الأزمة، رغم الوعود الانتخابية المعسولة التي أُطلقت خلال الحملة الانتخابية، مشيرا إلى أن الاجتماع، الذي ستعقده الرابطة، اليوم الخميس، سيكون مناسبة لتحديد تاريخ الندوة الصحفية التي سيتم فيها عرض ملفات خطيرة لجميع أشكال الفساد المستشرية في الإقليم، وكذا الانتهاكات الخطيرة التي تطال حقوق الإنسان بالقنيطرة. من جانبها، تتهيأ النقابة الوطنية للتعليم، المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل بالقنيطرة، لتوجيه سيل من العرائض الاحتجاجية إلى أحمد الموساوي، والي جهة الغرب الشراردة بني احسن، لشجب الوضعية المتردية التي آلت إليها وسائل النقل بمدينة القنيطرة. وأعربت النقابة، في عريضة توصلت «المساء» بنسخة منها، عن استنكارها الشديد لتقادم آليات الشركة المحتكرة للقطاع وتدهورها، ونقص الخطوط وسوء الخدمات، داعية الوالي إلى التدخل العاجل لتجديد أسطول النقل وتعدد الشركات، وإلزامها باحترام دفتر التحملات وتقديم خدمات جيدة وحسن التعامل مع مستعملي الحافلات، لوقف المعاناة اليومية والضرر الذي تعيشه الشغيلة والتلاميذ وعموم ساكنة مدينة القنيطرة.