غضب كبير يلقي بظلاله على ساكنة مدينة القنيطرة، وسط دعوات للاحتجاج يوم غد الخميس، أمام مقر المجلس البلدي، والسبب استمرار غياب حافلات النقل العمومي، بعد النزاع بين شركة “كرامة” التي كانت تحتكر خدمة النقل العمومي في المدينة، والمجلس البلدي الذي انتهى، بحكم قضائي، يُلزم الشركة بتسديد مبلغ 800 مليون سنتيم للمجلس، مما جعل الشركة تسحب أسطول حافلاتها من الشوارع في أزمة نقل هي الأولى من نوعها التي تشهدها القنيطرة. وفي ظل هذا الوضع المحرج للسلطات، لم تجد بداً من أن تعتمد على “الخطافة”، وسيارات النقل المزدوج، لنقل الطلبة والتلاميذ والمستخدمين الذين تفاجئوا صباح الاثنين بغياب الحافلات العمومية، مما خلق حالة من الارتباك. ودعا نشطاء قنيطريين إلى الاحتجاج يوم غد الخميس مساءً أمام مقر المجلس البلدي، حيث لقيت هذه الدعوات انتشاراً واسعاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وحملّ القنيطريون المسؤولية للمجلس البلدي، وعلى رأسه عزيز الرباح، الذي هو في نفس الوقت وزير الطاقة والمعادن. من جهته حاول المجلس البلدي أن “يتملص” من المسؤولية اتجاه ما حدث، وأصدر بياناً يذكّر فيه بمسار المشاكل مع الشركة المستغلة لخدمة النقل العمومي، مؤكداً أنه عدل العقد 3 مرات لتحسين الخدمات، وخاض مفاوضات كثيرة مع الشركة وفي مستويات عدة، منها تطبيق غرامات عديدة وتدابير زجرية كثيرة، ومراسلات وتقارير متعددة، واللجوء إلى التحكيم لدى وزارة الداخلية، الذي يفرضه العقد المبرم بين الجماعة والشركة. وفي خضم الجدل والغليان القائم، دخلت المعارضة السياسية ضد حزب العدالة والتنمية، على الخط، وانضمت إلى من يدعون إلى الاحتجاج وإسقاط الرباح، من خلال وضع صورته وإرفاقها بكلمة “ديكاج”، التي تعني إرحل. ومن بين المعارضين، أحزاب فدرالية اليسار الديمقراطي التي استنكرت ما وصفته ب”هروب المجلس الجماعي من مسؤوليته السياسية في ملف النقل العمومي و ذلك منذ الأشهر الأولى من دخول حافلات شركة الكرامة، و عن غياب دور القطاع الوصي على تدبير الجماعات الترابية”. كما عبرت فدرالية اليسار في بلاغ لها عن امتعاضها من “البيان الصادر عن حزب العدالة و التنمية الذي جاء في مجمله التملص من المسؤولية السياسية التي وعد من خلال برنامجه الإنتخابي ساكنة القنيطرة بحل جذري لإشكال حافلات النقل العمومي سنة 2015؛ الشيئ الذي يؤكد حقيقة الجبن و النفاق السياسيين لحزب العدالة و التنمية، و الذي يدبر الجماعة الترابية بالقنيطرة بأغلبية مريحة”. ومن المتوقع أن تشهد مدينة القنيطرة احتجاجاً كبيراً يوم غد الخميس نظراً لحجم التعبئة الكبيرة التي اجتاحت صفحات عديدة على الفايسبوك بالإضافة إلى نداءات للاحتجاج انتشرت على “الواتساب” وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي.