أدى انقلاب حافلة للنقل الحضري مساء أول أمس السبت الى إصابة 26 راكب بجروح متفاوتة الخطورة، ثلاثة منهم نقلوا الى مستشفى ابن سينا في الرباط، بينما تلقى الباقون الإسعافات في المستشفى الجهوي الإدريسي بالقنيطرة.. وحسب مصدر أمني فإن سبب الحادث يعود الى ان سيارة قامت بانعطاف في الطريق الرابط بين المعرض والحي الجامعي دون انتباه، ما أدى الى اصطدامها بحافلة من نوع السريع، الأخيرة، ووفق تصريحات شهود، كانت تسير بسرعة ،ما جعل سائقها يفقد التحكم فيها، فانقلبت رأسا على عقب، لكن من ألطاف الله لم يسفر الحادث عن خسائر مميتة.. الحادث يطرح أكثر من سؤال حول وضعية النقل الحضري، والحالة الميكانيكية للحافلات التي تجوب طرقات وشوارع المدينة.. فقد اكدت مصادر مؤكدة ان شركة "الكرامة" للنقل الحضري أمام عجزها على تلبية حاجيات ساكنة القنيطرة في مجال النقل، عمدت الى استقدام حافلات قديمة من مدينة طنجة وتحديدا من شركة "اوطاسا"، التي كانت حافلاتها مصدر حوادث سير مميتة عجلت برحيلها من مدينة البوغاز، وكانت هذه الحافلات أصلا مستخدمة في اسبانيا، ولم تكتف بذلك بل لجأت نفس الشركة "الكرامة" التي تعاقد معها المجلس البلدي بالقنيطرة المسير من طرف حزب العدالة والتنمية منذ اكثرمن سنتين، الى جلب حافلات اخرى من نوع "ميني بيس" من مكناس، وهي أيضا مستعملة.. والسؤال المطروح على لسان المواطن القنيطري، هو هل تحولت مدينة القنيطرة الى "مزبلة" لخردة مدن أخرى؟؟ وأين هي وعود المسؤولين في المجلس البلدي بتجديد أسطول الحافلات بعد تصفيت شركة "الهناء"، وإلتزاماتهم بضمان "كرامة" المواطن في النقل في أحياء المدينة.. انه على ما يبدو نفس السيناريو يتكرر، تحويل عاصمة الغرب الى مزبلة للآليات المتهالكة، مع ما قد ينجم عن ذلك من تلويث للبيئة، وهو موضوع الساعة في الوقت الراهن وسط ساكنة الغرب، والتسبب في حوادث السير، إذ لا تتورع شركة الكرامة عن خرق قوانين المرور، فعدد من حافلاتها تجوب شوارع المدينة منذ بداية نشاطها في خطوط المدينة دون ان تغير لوحة "دابليو"،وأخرى في تحد صارخ للقانون ،تتنقل في شوارع المدينة بلا لوحات رقمية تماما (انظر الصورة)، وذلك أمام مرآى ومسمع شرطة المرور، التي يبدو انها أصيبت بالعمى، ولا ترى الخروقات المرتبكة يوميا في شوارع عاصمة الغرب.. هذا عدا النقص المسجل في عدد الحافلات ،الذي يسبب محن كثيرة للمواطن الذي يجد صعوبة كبيرة في التنقل بين أرجاء المدينة، وقضاء مآربه..رئيس المجلس البلدي بالنيابة اعترف ان استخدام الحافلات المتقادمة المجلوبة من خارج المدينة، هو تدبير مرحلي للتغلب على الخصاص، وبرر ذلك بعجز المصانع في المغرب على انتاج الحافلات الكافية للإجابة على طلبات شركات النقل الحضري...فهل تصدقون؟؟