كان من المحسوم فيه أن تتسبب الحالة المهترئة التي توجد عليها حافلات الشركة الإسبانية «أوطاسا» في طنجة في حوادث مأساوية، فبعد سلسلة الانفجارات والحرائق بحافلات الأسطول، والتي نجا منها عشرات الركاب بأعجوبة، كادت مشكلة في فرامل حافلة أن تتسبب مساء أول أمس في هلاك ركابها بعد اصطدامها بشاحنة لنقل السلع. وكانت الحافلة رقم 19 الرابطة بين بلدية اكزناية ووسط المدينة، قد اصطدمت بقوة بشاحنة من الخلف على الطريق المؤدية إلى الرباط، غير بعيد عن حاجز أمني، بعد أن عجز السائق عن كبح فرامل الحافلة المتهالكة، ما أدى إلى إصابة 15 من ركاب الحافلة بإصابات طفيفة، في حين دمرت الواجهة الأمامية للحافلة وكسر زجاجها وأصيبت الشاحنة كذلك بأضرار مادية، كما تسبب الحادث للركاب في حالة من الذعر. ولم تكن هاته هي المرة الأولى التي تتسبب فيها حافلات الشركة الإسبانية «أوطاسا» في حوادث خطيرة بسبب تهالك الأسطول، حيث شهدت الآونة الأخيرة اندلاع حرائق في 4 حافلات بعد ثوان من خروج الركوب المذعورين نجاة بحياتهم، وفي إحدى الحالات تسبب الحريق في انفجار هائل هز منطقة بئر الشفا، كما أن المشاكل المتكررة في فرامل ومحركات الحافلات نجمت عنها حوادث مميتة وأخرى تسببت لضحاياها في حالات عجز. ورغم أنه لا يكاد يمر أسبوع واحد دون أن تتسبب حافلات «أوطاسا» في حادث جديد، فإنها لا زالت تحظى ب«حصانة» لا تعرف دوافعها من لدن الأغلبية المسيرة للمجلس الجماعي وفي مقدمتها العمدة فؤاد العماري، الذين لم يعلنوا حتى الآن عن فتح أي تحقيق في أي من الحوادث الكثيرة لحافلات الشركة الإسبانية، في حين ذكرت مصادر من الجماعة الحضرية أن وجود الشركة في طنجة غير قانوني لكون عقدها انتهى، وهو العقد الذي مدد مرتين في خرق للقانون الذي يمنع تمديده لأكثر من مرة واحدة. وبات سكان طنجة يعزفون عن ركوب حافلات «أوطاسا» نجاة بحياتهم، في حين لا يزال سكان مجموعة من المناطق النائية، خاصة القروية، لا يجدون بديلا آخر رغم قلة عدد الخطوط وتقادم الحافلة التي يجزم خبراء بأنها لم تعد صالحة للاستخدام، علما أن هاته الشركة التي ترفض تغيير حافلات الأسطول الذي دخلت به طنجة قبل حوالي 13 عاما، توجهت للاستثمار في قطاع نقل عمال وموظفي الشركات، حيث إنها عقدت عقودا بمبالغ خيالية مسكوت عن قيمتها الحقيقية، أهمها العقد الذي يربطها بوكالة ميناء طنجة المتوسط وآخر وقعته مع شركة «رونو -نيسان».