عادت حافلات (أوطاسا) الإسبانية العجيبة ، لتصنع الحدث من جديد، بعد سلسلة من الحوادث الكارثية ، مؤخرا، والتي أعادت إلى الأذهان سيرة غنية بالموت و الحرائق الغامضة المتتالية والحوادث الخطيرة التي تسببت فيها هذه الحافلات الخارجة عن المراقبة بطنجة. و هكذا ، فقد نجا و بأعجوبة كبيرة العشرات من ركاب إحدى هذه الحافلات من الموت المحقق بعد ما اندلعت النيران في حافلة تابعة للشركة المذكورة بالقرب من منطقة السانية بمقاطعة امغوغة بعد زوال الثلاثاء الماضي. وحسب شهود عيان ، فإن انبعاث الأدخنة وروائح الحريق نبه ركاب الحافلة، التي كانت مليئة بالركاب، إلى وجود الخطر، ما دفع بسائقها إلى إيقافها من أجل إنزال جميع الركاب، الذين كانوا مذعورين، من الحافلة المتهالكة، وما هي إلا لحظات حتى التهمت ألسنة النيران الحافلة العاملة بالخط 16 ذات اللوحة الرقمية 40 – أ – 32439. عن آخرها، دون أن يخلف الحادث إصابات في صفوف الركاب ، حيث عزت مصادر مقربة أسباب الحادث ككل مرة تحترق فيها هذه الحافلات ، للحالة الميكانيكية المتدهورة للحافلة المهترئة. هذا و يستعد المجلس الجماعي لمدينة طنجة لتجديد عقد شركة (أوطاسا) الإسبانية، المفوض لها تدبير قطاع النقل العمومي عبر الحافلات، بعد 10 سنوات من وجودها بالمدينة ، بنفس الأسطول المتقادم الذي لم يغير منذ 10 سنوات، الشيء الذي تسبب في مجموعة من الحوادث الخطيرة.غير أن مجلس المدينة ، وفي الوقت الذي كان سكان طنجة ينتظرون خروجها، منح هذه الشركة عقدا مؤقتا لسنة واحدة، على أن يتم إبرام صفقة جديدة معها خلال السنة المقبلة، عبر عقد يمتد لعشر سنوات جديدة، رغم السخط الشعبي المطالب بفسخ عقد الشركة الإسبانية التي أبانت على طول السنوات التي احتكرت فيه النقل الحضري بالمدينة عن عجزها التام في تدبير القطاع بالشكل المطلوب حيث طالبت عدد من الهيئات المدنية و جمعيات حماية المستهلك بفسخ العقد معها ومحاسبتها، بل ومحاسبة المجالس الجماعية التي (ورطت) المدينة في هذه العقود المشبوهة ، معتبرين أن تجربة التدبير المفوض بواسطة الشركات الأجنبية خصوصا ، الفرنسية والإسبانية، أثبتت و بالملموس فشلها الدريع، وهو الموقف نفسه الذي تتبناه أطراف في المعارضة داخل مجلس المدينة الحالي. وقد أعادت الحوادث التي تسببت فيها حافلات (أوطاسا) مؤخرا، والمتزامنة مع خبر تجديد عقد الشركة الإسبانية، أعادت إلى الأذهان سلسلة الحوادث التي شهدتها المدينة بسبب تلك الحافلات، والتي كان بعضها دمويا و لا زال عالقا بالذاكرة لحد الساعة.