نجا العشرات من ركاب إحدى حافلات النقل العمومي «أوطاسا» بطنجة من موت محقق بعدما اندلعت النيران في حافلة بالقرب من منطقة «كاسابراطا» بمقاطعة «السواني»، صباح يوم الاثنين الماضي. وحسب شهود عيان فإن انبعاث الأدخنة وروائح الحريق نبه ركاب الحافلة، التي كانت مليئة بالركاب، إلى وجود الخطر، مما دفع سائقها إلى إيقافها من أجل إنزال جميع الركاب، الذين كانوا مذعورين، من الحافلة المتهالكة، وما هي إلا لحظات حتى التهمت ألسنة النيران الحافلة عن آخرها، دون أن يخلف الحادث إصابات في صفوف الركاب. وحسب المهندس المسؤول عن قسم السير بمجلس مدينة طنجة، الحسين العلمي، فإن سبب الحادث راجع إلى تماس كهربائي أدى إلى اندلاع النيران وانتشارها في كامل الحافلة، غير أنه عاد ليؤكد أن عامل التقادم كان له دوره في هذا الحادث، إذ إن عمر الحافلة تجاوز 10 سنوات، مشددا على ضرورة التزام شركة «أوطاسا» الإسبانية، الحاصلة على صفقة التدبير المفوض لهذا القطاع، بتغيير أسطولها، كما التزمت بذلك مع مجلس المدينة خلال منتصف هذه السنة. وينضاف هذا الحادث إلى سلسلة الحوادث الخطيرة التي تسببت فيها حافلات «أوطاسا» بطنجة، في وقت يعتزم فيه المجلس الجماعي توقيع عقد يمتد ل10 سنوات أخرى سنة 2012، بعدما كان العقد الأول قد انتهى هذه السنة، غير أن الشركة استفادت من عقد مؤقت لسنة واحدة مقابل تجديد أسطولها تدريجيا. في حين يتزايد السخط الشعبي على هذه الشركة وشركات التدبير المفوض الأجنبية بمدينة طنجة عموما، حيث يطالب ناشطو حركة 20 فبراير وهيئات مدنية بفسخ العقد معها ومحاسبتها، بل ومحاسبة المجالس الجماعية التي «ورطت» المدينة في هذه العقود، معتبرين أن تجربة التدبير المفوض بواسطة الشركات الأجنبية، الفرنسية والإسبانية، «أثبتت فشلها»، وهو الموقف الذي تتبناه أطراف في المعارضة داخل مجلس المدينة الحالي. ويشير السكان بأصابع الاتهام إلى العمدة الحالي، فؤاد العماري، الذي يصفونه بأنه يتعامل مع هذه الشركة بكثير من «العطف».