عادت من جديد حافلات «أوطاسا» الإسبانية، لتصنع الحدث من جديد، بعد سلسلة من الحوادث، مؤخرا، والتي أعادت إلى الأذهان سيرة «غنية» بالموت والحوادث الخطيرة التي تسببت فيها هذه الحافلات بطنجة. وكادت شابة في السابعة عشرة من عمرها أن تؤدي حياتها «ثمنا» لركوب حافلة «أوطاسا» «المتهالكة»، بعدما سقطت فجأة من باب الحافلة الذي ظل مشرعا وهي ماضية في طريقها رغم ازدحامها بالراكبين، عشية يوم الخميس. وكان الباب الخلفي المخصص للنزول للحافلة رقم 2 الرابطة بين الحي الجامعي والمحطة الطرقية، قد ظل مفتوحا في نفس الوقت الذي تسير فيه الحافلة بسرعة، ونتيجة الامتلاء المعتاد لهذا الخط عن آخره، سقطت الفتاة بعدما فقدت توازنها، وكادت الحافلة أن تدهسها لولا صراخ الراكبين، حسب رواية شهود عيان، الذين قال بعضهم إن البوابة كانت معطلة. وأصيبت الفتاة برضوض وكدمات متفاوتة في أنحاء من جسدها، إلى جانب الصدمة التي أدخلتها في حالة من الهلع، قبل أن يتطوع عدد من المواطنين لمد يد المساعدة لها، وسط استنكار عام وغضب شديد من الحالة التي وصلت إليها خدمة النقل العمومي عبر الحافلات بطنجة. وأعاد هذا الحدث إلى الواجهة، الوضعية المتردية لأسطول نقل شركة «أوطاسا» الإسبانية، التي لم تغير معظم حافلاتها منذ توقيعها عقد التدبير المفوض مع المجلس الجماعي لطنجة قبل 10 سنوات، ويعد الخط الرابط بين كلية الحقوق والمحطة الطرقية، الأطول من بين جميع الخطوط، كما أنه «الأخطر» حسب رأي العديد من المواطنين، كون حافلاته جد متهالكة، وكثيرة الأعطاب، كما أن عددا من سائقيه يسوقون بسرعة مفرطة، إلى جانب الازدحام الذي تشهده حافلات هذا الخط القليلة أصلا. من ناحية أخرى، فإن حافلات الشركة الإسبانية «أوطاسا» ارتكبت خلال السنتين الأخيرتين وحدهما جملة من الحوادث المميتة، من بينها حادثة مماثلة لحادثة يوم الخميس، عندما سقط شخص من الحافلة منتصف السنة الجارية، ولقي حتفه بعدما دهسته عجلاتها الخلفية. يأتي كل ذلك في وقت يستعد فيه المجلس الجماعي لتجديد عقد الشركة الإسبانية لمدة 10 سنوات جديدة، بعدما حظيت بتجديد مؤقت لسنة واحدة مؤخرا، على أن تغير أسطولها ب141 حافلة جديدة، حسب تصريحات المهندس المسؤول عن قطاع السير بالمجلس الجماعي، الذي رفض التعليق على حادث الأمس إلى حين التوصل بتقرير حوله، حسب قوله.