عادت شركة «أوطاسا» الإسبانية لتصنع الحدث، من جديد، في طنجة بعد أن هز انفجار قوي إحدى حافلاتها وسط أحد الأحياء المأهولة بالسكان، وهو ما كاد يتسبب في كارثة إنسانية حقيقية وغير مسبوقة في المدينة. ونجا العشرات من ركاب حافلة الشركة «أوطاسا» من موت محقق إثر انفجارها بحي بئر الشفا الشعبي، أول أمس الأحد، الأمر الذي تسبب في ذعر وسط الركاب وقاطني الحي الذين خرجوا من منازلهم بفعل قوة الانفجار. وحسب شهادات الناجين من الانفجار، فإن النيران شبت في محرك الحافلة أثناء مرورها بالمنطقة المعروفة ب«عقبة بئر الشفا»، الأمر الذي أثار ذعر السائق الذي أوقف الحافلة وشرع في مطالبة الركاب بالنزول للنجاة بحياتهم، قبل أن يسارع بدوره إلى الهرب، ولم تمر سوى بضع ثوان على نزول الركاب حتى انفجرت الحافلة، وهز دوي هذا الانفجار الحي بأكمله، ما دفع السكان والركاب إلى التفرق مذعورين في كل الاتجاهات، فيما انتشرت سحابة من الدخان تسبب في اختناق سكان المنازل المجاورة لمكان الحادث، التي تضررت واجهاتها. وبدت الحافلة مثل كرة نار عملاقة وسط الشارع، بحيث ظلت تحترق لوقت طويل وهي ملاصقة لعدد من المنازل المأهولة بالسكان، والذين لجؤوا إلى أماكن آمنة عبر الأسطح أو الشرفات. حافلة الشركة الإسبانية «أوطاسا» المحترقة، التي تحمل الرقم 7، والتي تشتغل في الخط الرابط بين وسط المدينة وحي بئر الشفا، لم تتغير منذ ولوجها طنجة منذ بداية العمل بنظام التدبير المفوض قبل 12 عاما، رغم أنها كانت أصلا حافلة مستعملة عند دخولها السوق المغربية. ولم تعد جل حافلات شركة «أوطاسا» صالحة للاستعمال منذ سنوات، لكن المجلس الجماعي لطنجة تغاضى عن هذا الأمر ومدد للشركة مرتين، دون التزامها بتغيير أسطولها المتهالك، والذي سبق أن تعرضت عدة حافلات أخرى تابعة له للاحتراق، كان آخرها العام الماضي عندما نجا العشرات من محرقة مماثلة بحي كاسابراطا، عرفت نفس سيناريو انفجار حافلة حي بئر الشفا. كما أن عشرات الحافلات الأخرى تسببت من قبل في حوادث مريعة، بسبب تهالكها وعدم صلاحيتها، إضافة إلى التهور الذي يمارسه سائقوها في الطرقات. ولم يصدر عن إدارة الشركة أي توضيح أو اعتذار عن حادث الانفجار، كما لم يقم المكتب الجماعي بأي رد فعل إلى غاية زوال يوم الاثنين، علما أن عمدة طنجة، فؤاد العماري، المشغول حاليا بالحملة الانتخابية لحزبه «الأصالة والمعاصرة»، كان هو من أصر على بقاء الشركة عبر التمديد لها عقب انتهاء عقدها القانوني، ثم عبر التعاقد مع شركة جديدة تضم 3 شركات إسبانية تملك «أوطاسا» أغلبية أسهمها، وهي الصفقة التي اعترضت عليها وزارة الداخلية متسببة في توقيفها، فما كان من المجلس الجماعي إلا أن ترك الشركة تواصل عملها بشكل غير قانوني بحكم أن عقد التمديد نفسه منته منذ 4 أشهر، حسب ما أوردته مصادر جماعية. ويعاكس موقف المجلس الجماعي، إرادة سكان طنجة الذين سبق لهم أن نزلوا للشارع مطالبين برحيل شركة «أوطاسا» بالنظر إلى سوء خدماتها وتهالك حافلات أسطولها، وتعريضها حياة الركاب ومستخدمي الشارع للموت المحقق، علما أنه بالإضافة إلى الحرائق المتوالية التي تتعرض لها الحافلات، تسبب سائقو الشركة نفسها في حوادث دامية عديدة طيلة فترة عملها في طنجة.اهد من الحريق المرعب الذي تسببت فيه حافلة «أوطاسا»