حذر تقرير حديث المملكة المغربية من تزايد انبعاث الغازات الدفيئة بشكل كبير خلال العقود المقبلة، مشيدا مقابل هذا بالجهود التي يبذلها المغرب للتخفيف من آثار التغير المناخي. تقرير “معهد المناخ” الألماني المتمحور حول “الإسهامات الوطنية للمغرب للتخفيف من آثار التغير المناخي”، ذكر أن معدل انبعاث الغازات الدفيئة بالمغرب مازال منخفضا، مشيرا إلى أنه من المتوقع أن تزداد هذه الانبعاثات بشكل كبير خلال العقود المقبلة؛ بسبب التنمية الاقتصادية المستمرة في البلاد، و”المغرب يحتاج إلى دعم مالي كبير من أجل الحد من تزايد انبعاث الغازات الدفيئة” وفق ما جاء في التقرير. وأوضح ذات المصدر أن هذا الدعم المالي الكبير يعتمد على تمويلات الحكومة المغربية، فضلا عن دعم من المجتمع الدولي، منتقدا في ذات السياق الاستراتيجية الرئيسية لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة التي ينهجها المغرب، “حيث يعتمد حاليا بشكل كبير على واردات الوقود الأحفوري، خاصة وأن الفحم أصبح موردا مهما لتلبية احتياجات البلاد من الطاقة”. وأبرز خبراء المعهد أن المغرب البلد الوحيد في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الذي يروج للفحم باعتباره استراتيجية رئيسية لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة، على الرغم من أن المغرب لديه احتياطات محدودة للغاية من الفحم. وللحد من انبعاث الغازات الدفيئة بالمغرب، اقترح خبراء المعهد اختيارا يتعلق بقطاع المعادن، الذي يحمل إمكانيات إضافية لتخفيض الكربون، مشيرا إلى أن القطاعات الرئيسية التي من المتوقع أن تزيد أنشطتها في العقود المقبلة، هي صناعة الفوسفاط والإسمنت.