أشاد معهد “المناخ الجديد” الألماني بالجهود التي يبذلها المغرب لأجل التخفيف من آثار التغير المناخي. ومع ذلك فقد حذر من ازدياد انبعاث الغازات الدفيئة بشكل كبير خلال العقود المقبلة، في تقرير صدر يوم الثلاثاء 24 أبريل من العام الجاري. وخلص التقرير، الذي يتمحور حول “الإسهامات الوطنية للمغرب لتخفيف من آثار التغير المناخي” إلى أن معدل انبعاث الغازات الدفيئة بالمغرب مزال منخفضا ، “والذي من المتوقع أن يزداد بشكل كبير خلال العقود المقبلة، في سياق التنمية الاقتصادية المستمرة في البلاد” حسب ما جاء في التقرير. وشدد معهد “المناخ الجديد”، الذي يتخذ من العاصمة الألمانية برلين مقرا له، على أن المملكة المغربية سوف تحتاج إلى دعم مالي كبير من أجل الحد من زيادة انبعاث الغازات الدفيئة. وتعد هذه الأخيرة السبب الأول لظاهرة الاحتباس الحراري التي نتج عنها تغيير ملحوظ لتعاليم سطح الأرض. وأفاد التقرير أن هذا الدعم المالي الكبير يعتمد على تمويلات الحكومة المغربية، فضلا عن دعم من المجتمع الدولي. وانتقد خبراء المعهد الإستراتيجية الرئيسية لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة التي ينهجها المغرب، “حيث يعتمد حاليا بشكل كبير على واردات الوقود الأحفوري. خاصة وأن الفحم أصبح موردا مهما لتلبية احتياجات البلاد من الطاقة”. واستطرد الخبراء ” إنه البلد الوحيد في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الذي يروج للفحم باعتباره استراتيجية رئيسية لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة، على الرغم من أن المغرب لديه احتياطات محدودة للغاية من الفحم” وفق التقرير. ومن جهة أخرى يواجه العمران الحضري تحديات تتجلى في التعامل مع المباني العشوائية وغير القانونية، حسب التقرير الذي يعزو ذلك إلى غياب إستراتيجية شاملة للتنمية الحضرية المستدامة. “وتتركز المناطق الرئيسية في انبعاث الغازات الدفيئة جغرافيا في التجمعات الحضرية.. لكن لا توجد إستراتيجية أو برنامج شامل لخفض انبعاث الغازات الدفيئة في البيئة الحضرية”. ومن ضمن الحلول البديلة التي قدمها خبراء المعهد الألماني للحد من انبعاث الغازات الدفيئة بالمغرب، اختيار يتعلق بقطاع المعادن، الذي يحمل إمكانيات إضافية لتخفيض الكربون. واعتبر التقرير أن القطاعات الرئيسية التي من المتوقع أن تزيد أنشطتها في العقود المقبلة، هي صناعة الفوسفاط والإسمنت. واستنتج ذات المصدر، أن “قطاع الإسمنت أصغر من قطاع الفوسفاط من حيث الإنتاج والموظفين والإيرادات. إلا أن له أهمية أكبر عندما يتعلق الأمر بانبعاث الغازات الدفيئة، وإمكانية التخفيف من حدتها”، لذلك يوصي التقرير ب “ايجاد خيارات أفضل للتخفيف من الانبعاثات الكربونية الناتجة عن الاستخدام المباشر للطاقة لتوليد الحرارة”. ويتميز قطاع النقل بمعدل انبعاث كربوني سريع النمو، حيث يمثل ثاني أكبر مصدر للانبعاثات في المغرب بعد قطاع الكهرباء. وفقا للتقرير ” نفّذ المغرب بالفعل العديد من مشاريع النقل الحضري وأدرج المزيد من الإجراءات للتخفيف من الكربون الذي ينتجه قطاع النقل، ومع ذلك، في ضوء الامتدادات اللازمة بسبب زيادة الطلب على نقل الركاب والنقل التجاري ، توجد المزيد من الفرص لتطوير نظام نقل منخفض الكربون” وفق ما جاء في التقرير.