تطرح خرجات عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة السابق، المتتالية والمثيرة للجدل علامات استفهام حول خلفياتها ودوافعها في هذه الظرفية بالذات، حيث لم يكتفي كما كان عليه الشأن سابقا بقصف حلفاء حزبه في الأغلبية، بل عمد هذه المرة إلى مهاجمة أطراف في البيجيدي ، منتقدا التنازلات السياسية التي يرى أن سعد الدين العثماني يقدمها بسخاء. وفي تصريح ل “برلمان.كوم”، أكد محمد شقير، الخبير الدستوري، أن خرجات بنكيران تشكل تشويشا على عمل الإئتلاف الحكومي، ورسالة مبطنة مفادها أنه لا يزال متواجدا في الساحة السياسية، رغم إقالته من على رأس الحكومة وتواريه عن الظهور في الإعلام الرسمي. وأضاف شقير، في ذات التصريح أن بنكيران الذي يتميز بشخصية سياسية تواصلية من الطراز الكبير، وجد الساحة فارغة، وهذا ما جعله يبني تجربة سياسية على الخصلة التواصلية التي تميز بها سواء كأمين عام لحزب العدالة والتنمية أو كرئيس للحكومة السابقة، خاصة في منظومة سياسية تتسم بتراجع ما سمي ب “الزعماء التاريخيين” الذين تميزوا بخطابتهم وإثارتهم للقضايا السياسية الكبيرة. وأشار الخبير القانوني أنه بالرغم من المحاولة المتكررة لمكونات وقياديي حزب “المصباح” من أجل “لجم” لسان بنكيران بسبب تصريحاته المثيرة للجدل، والتي لا يمكن تمريرها مرور الكرام، باعتبار أنها تشكل تشويشا على عمل الحكومة وعلى رئيسها سعد الدين العثماني، فإن لا هذا الأخير ولا الإئتلاف الحكومي بإمكانهما التأثير والضغط على الأمين العام السابق ل”البيجيدي” ليحد من خرجاته على مواقع التواصل الاجتماعي عن طريق تقنية “المباشر” أو الندوات التي ينظمها في بيته، سيما أنه يتواصل من خارج الإطار الحزبي. وأكد ذات المتحدث أن خرجات بن كيران تحرج قياديي حزب العدالة والتنمية، خاصة رئيس الحكومة العثماني، ويظهر أن رغم كل محاولات القيادة في لجم بنكيران بعدم إعطائه الفرصة خلال الاجتماعات الحزبية أو المؤتمرات الجهوية، بالإضافة إلى إغلاق مؤسسسات الحزب في وجهه، فقد اختار التواصل عن طريق “لايفات” بواسطة هاتف سائقه فريد تيتي أو من خلال اجتماعات ولقاءات يعقدها في منزله. وفي إطار الخلاف الحاصل بين مكونات وقياديي حزب العدالة والتنمية، قال شقير إنه بالرغم من ما سمي ب “الحوار الداخلي” بين البيجيديين فإنهم لم يحسموا بعد في قضية حامي الدين المتابع في قضية المساهمة في مقتل الطالب اليساري بنعيسى أيت الجيد وقضية ماء العينين المعروفين أنهم من أنصار بنكيران، وبالتالي فإن بنكيران في إطار خرجاته دافع عن كل من حامي الدين وماء العينين مقابل مهاجمته لبعض أعضاء حزبه منهم لحسن الداودي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالشؤون العامة والحكامة والمصطفى الرميد، وزير حقوق الإنسان.