كشفت مصادر إعلامية فرنسية أن العناصر الأمنية التي كانت منتشرة في شوارع العاصمة باريس، لم تكتف فقط بالاستعمال المكثف للقنابل المسيلة للدموع، وللهراوات في مواجهة احتجاجات “السترات الصفر”، بل تعدت ذلك إلى استخدام الرصاص المطاطي في تصديها للمحتجين. وأكدت جريدة “لو باريزيان” إصابة صحفيين اثنين من طاقمها الإعلامي خلال احتجاجات السبت في شارع الشانزيليزيه برصاص “فلاش باول”، وهو سلاح غير فتاك تستخدمه الشرطة، حيث أصيب الصحفي الأول في رقبته في ما أصيب الثاني على مستوى ركبته. ونقلت ذات الجريدة عن أحد الصحفيين المصابين قوله “قد غضبت جدا، وخلعت كل أجهزة الحماية التي كنت أضعها وتوجهت نحو الشرطي الذي أصابني لكي أقول له إنه أصابني للتو من الخلف من مسافة قريبة في الرقبة… أعتقد أنّه خشي أن يكون قد قتلني لأنني سقطت أرضا خلال ثوان. وقال لي أنا آسف كنت أستهدف شخصاً آخر”. كما أصيب صحفيون آخرون برصاص من النوع ذاته أثناء تظاهرات حركة “السترات الصفر” السبت في باريس، بحسب إفادات نشرتها وسائل إعلام وشبكات التواصل الاجتماعي. وقال صحفي في الوكالة الإذاعية “آ 2 بي أر أل” إن شرطيا أصيب بواسطة السلاح نفسه علماً أن شارته الصحفية كانت ظاهرة، فيما أكد مراسلون آخرون أنهم تعرضوا لاعتداءات من قبل مخربين ومتظاهرين خلال التحرك الرابع لمحتجي “السترات الصفر” والذي تخللته مواجهات وأعمال عنف في نقاط عدة من العاصمة الفرنسية. وكتبت المصورة الحربية فيرونيك دو فيغوري، التي نالت هذا العام جائزة مهرجان للصور الصحفية “قوات الأمن سرقت خوذا وأقنعة واقية لي بحجة أنني كنت ألتقط صورة وذلك بعد إصابتها بالغاز المسيل للدموع دون أن تكون بحوزتها أي وسيلة حماية. يشار إلى أن المواجهات العنيفة بين المحتجين ومختلف تشكيلات الأمن الفرنسي، خلفت أمس السبت إصابة 55 شخصا بجروح متفاوتة الخطورة، ثلاثة منهم من عناصر الشرطة، في حين تم تسجيل خسائر مادية كبيرة، انضافت إلى الخسائر السابقة.