قال الباحث المختص في شؤون الصحراء المغربية مصطفى أمدجار، في تصريح أدلى به ل”برلمانكم” إن إشراك المبعوث الأممي “كوهلر هورست” للجزائر في لقاء المائدة المستديرة الذي ستحتضنه العاصمة السويسرية جنيف، إلى جانب المغرب والبوليساريو وموريتانيا، يعد في حد ذاته انتصارا للمملكة المغربية التي ما فتئت تؤكد على أن الجزائر طرف أساسي في النزاع المفتعل حول مغربية الصحراء. وأكد أمدجار على أن “مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب لإنهاء النزاع حول الصحراء، تمثل حلا لا غالب فيه ولا مغلوب، يضمن من جهة إنهاء معاناة سكان مخيمات تندوف وعودتهم إلى حضن الوطن، مثلما يضمن للجزائر مخرجا مشرفا من هذه الأزمة من جهة أخرى”. وأضاف الباحث المختص في شؤون الصحراء، أن الأممالمتحدة ومن خلال دعوة الأطراف إلى الاجتماع في جنيف، انتقلت إلى تسريع مفاوضات الحل النهائي لهذا النزاع المفتعل الذي عمر طويلا، من أجل إيجاد حل سياسي متوافق بشأنه من طرف الجميع. مشددا على أن المغرب استبق هذا التوجه الأممي بتقديمه لمقترح الحكم الذاتي، جاعلا منه أقصى ما يمكن أن يقدمه بخصوص الحل السياسي المفروض التفاوض بشأنه. وبخصوص لقاء جنيف الذي سيتمحور حول قضية الصحراء المغربية، أشار أمدجار إلى أن الجزائر معنية بالمشاركة بشكل إيجابي في مسار التسوية، والتخلي عن نهج سياسة النعامة التي كانت تنهجها، لتضليل المنتطم الدولي والنأي بنفسها عن النزاع رغم كونها الحاضنة والمدعمة الرئيسية والمباشرة للأطروحة الإنفصالية. واستطرد المتحدث قائلا بأن الجزائر في ورطة، لأنها أنشات فوق ترابها كيانا مصطنعا، تسميه هي دولة!! وفي الحقيقة لا يعترف به أحد لأنه لا يمتلك مقومات دولة، مضيفا أن “المغرب يحاول أن يساعد الجزائر والصحراويين الذي يتواجدون في المخيمات على الأراضي الجزائرية من أجل البحث عن حل لتسهيل عودتهم وإدماجهم في النسيج الصحراوي بالأقاليم الجنوبية”. ودعا أمدجار، الجزائر إلى استثمار هذه الفرصة التاريخية والقيام بنقد ذاتي تعترف من خلاله بأنها كانت طرفا مباشرا في قضية الصحراء، وبأن البوليساريو لم تكن سوى واجهة لصراعها مع المغرب. سيما وأن “كل قرارات الأممالمتحدة لحد الآن تؤكد على معطى أساسي واحد، هو أن الحل الواقعي الذي يتواجد فوق الطاولة هو حل الحكم الذاتي، لأن الاستفتاء ثبت للأمم المتحدة استحالة تنظيمه وبالتالي لا يجب البحث عن حلول غير واقعية.