انضمت مدينة السمارة العاصمة العلمية لحواضر الصحراء الى المناطق المنتجة لزيت آركان على المستوى الوطني، وهذه المرة بمنطقة أجديرية التي تبعد عن الاقليم حوالي 80 كلم حيث تنمو شجرة الاركان متحدية الظروف الطبيعية والمناخية الصعبة، التي تعرف مناخا صحراويا جافا لم يمنع من نمو أشجار أركان بها التي كان يعمد البدو من قاطنة المنطقة إلى استخدام حطبها في الطبخ والتدفئة أو كدعامات لمنازلهم التقليدية. غياب الاستثمار الأمثل لهذه الأشجار حذا بمجموعة من النسوة في بادرة نوعية ومبادرة ذاتية إلى إنشاء تعاونية نسوية محضة بغية استغلال أشجار الأركان، لإنتاج الزيت لتسويقه للتغذية في مرحلة أولى. المشروع بدأ صغيرا وإعترضته عديد الصعوبات والإكراهات خاصة فيما يتعلق بالإنتاج والتسويق كادت أن تعصف بحلم مثالي حمل نون النسوة، وبعد مجموعة من المشاق والعصاب المضنية إهتدين إلى إنشاء تعاونية حملت إسم * دار آركان السمارة * وطرقن جميع الأبواب دون جدوى, قبل تتلقف التنسيقية الإقليمية لوكالة الجنوب المبادرة وتعمد الى الانخراط الفاعل والقوي في دعم المشروع ضمن برنامجها المخصص للاقتصاد التضامني والإجتماعي, وذلك بعد إجراء بطاقة تقنية حول المشروع وجدوائيته ليستقر القرار على اجراء تدريب لهن دام 6 أشهر لعشر سيدات منخرطات بالتعاونية قصد صقل مهاراتهن وتطويرها ووضع خطة عمل متكاملة تضمن الظروف الموضوعية والذاتية لإنجاح المشروع. حيث تبنت وكالة الجنوب المبادرة وقامت بانشاء * دار الاركان * بقلب السمارة وعملت على تجهيزها بكافة الآليات والمعدات الضرورية للإنتاج مع منح اختصاص التدبير والتسير كاملين لذات التعاونية واضطلاع التنسيقية الإقليمية بالمواكبة والمراقبة , بغية تثمين هذا المنتوج الذي بدأ ب 100 هكتار والمجهودات متواصلة لتصل ل 500 هكتار . المشروع فتح باب الاستثمار بهذا المنتوج الحيوي, وشجع عدة مؤسسات آخرى للانخراط في زرع اشجار الآركان بالمنطقة بغية استغلالها اقتصاديا. وبغية معالجة إكراهات التسويق عمدت التعاونية الى المشاركة في عدة معارض وطنية ودولية من أجل فتح اسواق جديدة لمنتوجها الذي بات ذائع الصيت على المستوى الإقاليم الجنوبية، وشرع الباب لإنفتاح التعاونية على إستخدام الاركان في مجال التجميل وهو توسع أفضى لنتائج جد إيجابية من خلال تنويع مداخيل التعاونية ومكن من تجاوز عدة اكراهات إعترت البدايات الأولى للمشروع. اليوم وبعد مضي ما يناهز الأربع سنوات على إبصار هذا المشروع النور تمكنت التعاونية من تغطية تكاليف الإنتاج وتوفير مدخول قار ودائم لجميع المنخرطات بها بعد أن تجاوز الإنتاج الطن ونصف من زيت الأركان كمعدل شهري، وتستعد في الأيام القادمة للمشاركة بمهرجان أبو ظبي للمنتجات الزراعية حيث اضطلعت وكالة الجنوب بالتكفل جميع مصاريف الرحلة والإقامة.