حملت وكالة تنمية الأقاليم الجنوبية وفرعها المحلي بمدينة السمارة (التنسيقية الإقليمية)، منذ سنوات، على عاتقه تحدي الظروف الإقتصادية الصعبة بالإقليم وما يصاحبها من شح في الموارد الطبيعية وضعف في الإمكانيات الإقتصادية، فوضع نصب عينيه القيام ببحث متواصل ودؤوب عن الحلول الناجعة والممكنة والتي تتناسب وإمكانيات الإقليم جغرافيا وبيئيا. مشاريع عدة تم ؤوضع أساساتها، ولم يكن ممكنا لنا الحديث عنها اليوم لولا وقعها وتأثيرها على البنية والمنظومة الاقتصادية بالمدينة، وأولها مشروع "حجر السمارة "، وهي مبادرة نموذجية تعد مثالا حيا على مدى إصرار وعزيمة أبناء الإقليم في النهوض بواقعهم وواقع مدينتهم، عندما ربطوا العزم على استغلال وتحويل صخور بالأمس القريب كانت متناثرة بين وديان زمور القاحلة، إلى رخام وحجارة ثمينة يتفاخر الجميع بوجودها على واجهات منازلهم، حتى صارت ماركة تجارية مسجلة يعرفها القاصي والداني وضيفا مرحب به بمختلف المعارض الوطنية والدولية. إن الحديث عن برنامج الاقتصاد التضامني بالسمارة يفرض ويحتم تسليط الأضواء الكاشفة على مشروع أخر حمل توقيع نون النسوة وهو "دار أركان السمارة" ، الذي تسيره تعاونية محلية وبدعم من التنسيقية المحلية وفي إطار ذات البرنامج الاجتماعي والذي يهدف إلى النهوض بالواقع الاقتصادي بالمنطقة ودعم المشاريع الذاتية والمبادرات الفردية، وبعد عمل طويل امتد لسنوات وجهود مضنية ودورات تكوينة دعمتها الوكالة، صار بإمكان التنسيقية استغلال مساحة 500 هكتار من أشجار أركان المثمرة، وبلغ إنتاجها الشهري من زيت أركان حوالي الطن ونصف، وهو رقم تجاري لا بأس به أتاح للتعاونية تسويقه كمادة غذائية وكمكون تجميلي داخل ربوع المملكة. مشروع آخر لا يقل قيمة أو نجاحا عن سابيقه، هو مصنع "كسكس السمارة" الشهير، والذي لا يخلو بيت من بيوت أهل الصحراء من وجوده، بل امتدت شهرته لتصل إلى كل مناطق المغرب لتتعدى ذلك وتصل أسواق أوروبا الممتازة ، كل ذلك كانت وراءه مبادرات فردية محلية ودعم قوي لبرنامج الاقتصاد التضامني والاجتماعي، وصل حجمه إلى 5 مليون درهم، استفادت منه 45 من نساء الإقليم استطعن إنتاج 1200 طنا من الكسكس المحلي يوميا، نال علامة الجودة "لونسا" بأنواعه الثلاث لفائدة تعاونية تبرم. ويبقى أهم ما يسجل لهذه البرنامج هو تخفيف البطالة بالإقليم إلى جانب الدورات التكوينية التي أشرفت على تنظيمها وكالة الجنوب، والتي يعود لها الفضل في فتح الأسواق والمعارض الوطنية والدولية لصالح هذه التعاونيات، وهو ما أثمر نجاح هذه المشاريع وتعزيز ثقة الساكنة بها .