تعمل مجموعة من النساء القرويات بإقليم طاطا في إطار تعاونيات نسائية يشتغلن داخلها بشغف وبلا كلل في القطاعات الفلاحية والصناعية والحرف التقليدية وغيرها٬ لتحقيق طموحاتهن وضمان استقلالهن المادي والمعنوي والرفع من مستوى عيش أسرهن. وتشكل هذه التعاونيات النسائية٬ التي أصبحت نساء دواوير الإقليم تعي أهميتها ودورها في تحسين الوضعية الاجتماعية وأيضا بالدعم المادي والمعنوي الذي يمكن أن يستفدن منه من خلال العمل في تكتلات٬ فضاء لتلاقي نساء الدواوير ووسيلة لإبراز ما تختزنه أناملهن الذهبية لتثمين المنتوج المحلي بالمنطقة. وتستفيد هذه التعاونيات من دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ومنظمات حكومية ودولية من أجل تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية الثالثة التي انخرط فيها المغرب قصد الإسهام في النهوض بالاقتصاد التضامني والاجتماعي. وأوضحت خديجة بلشيش رئيسة تعاونية "دودرار للأركان" التي تأسست سنة 2007٬ ٬ أن تعاونية "دودرار" التي تنشط في مجال إنتاج الأركان والعسل والنباتات الطبية والعطرية ساهمت في التعريف بدوار بوزريف (جماعة تزغت) وحفزت نساء أخريات بالمنطقة على خلق مشاريع مدرة للدخل. وأشادت خديجة بالدعم الذي حظيت به تعاونية دودرار للأركان من طرف صندوق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية (40 ألف درهم) ووكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لأقاليم الجنوب (90 ألف درهم) والمديرية الإقليمية للفلاحة بطاطا. وقالت إن هذه المبادرة النسائية ساهمت بشكل كبير في تحسين ظروف عيش مجموعة من النساء المنخرطات في التعاونية والرقي بوضعهن المادي والاجتماعي وتحسين ظروفهن المعيشية والحياتية٬ مؤكدة أن هذه التكتلات الاجتماعية تفسح لهن مجال أيضا للاستفادة من برامج محاربة الأمية وتحسين مستواهن المعرفي والثقافي. ودعت خديجة في هذا الإطار الجهات المعنية بالقطاع الاجتماعي إلى بذل المزيد من الجهد والدعم لمثل هذه المبادرات التي تساهم في تثمين قيمة المنتجات المحلية بالإقليم وإلى إنشاء فضاءات لعرض وتسويق هذه المنتجات والتعريف بإبداعات هؤلاء النسوة. وبدورها٬ أسست مريم آيت السيد رفقة صديقاتها تعاونية "الأجيال للزرابي" بدوار تكسلت جماعة أديس لعرض مهاراتهن في مجال نسج الزرابي وخياطة اللباس التقليدي٬ ويقدمن تكوينات مجانية في المجال لأزيد من 60 امرأة تقطن بنفس الدوار. وأكدت مريم أن إنشاء هذا المشروع كلف 30 ألف درهم٬ مشيرة الى أن التعاونية تعتزم تطوير هذا المشروع بعد اقتنائهم لبقعة أرضية وتوسيع المشروع بفضل دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ب 30 في المائة من كلفته. وقالت إن تعاونية "الأجيال للزرابي" شاركت في مجموعة من المعارض التي أقيمت بمدينتي طانطان وكلميم وتوجت بجائزة أحسن عرض سنة 2011٬ بالإضافة إلى مشاركة التعاونية في مسابقة أمهر الصناع التقليديين وصنعة بلادي٬ مؤكدة أن مثل هذه المبادرات مكنت نساء التعاونية من الاطلاع على تجارب وخبرات ناجحة لنساء أخريات من مدن مغربية مختلفة ستشجعهن على تطوير وتحسين منتوجهن. ❊و.م.ع