يشكل مجال الأركان بإقليم الصويرة ثروة اقتصادية واجتماعية تساهم في تحقيق التنمية لفائدة الساكنة بالعالم القروي٬ من خلال عدد من المشاريع المدرة للدخل خاصة في إطار تعاونيات زيت الأركان. يشتهر الإقليم٬ وإلى جانب عدد من المناطق الجنوبية بالمملكة٬ بانتشار غابات الأركان التي تمتد على مساحة 870 ألف هكتار٬ 15 بالمائة منها توجد بإقليم الصويرة٬ حيث تشكل هذه الغابات المصدر الرئيسي لإنتاج منتوجات الأركان ومشتقاته. هذه الثروة الطبيعية التي يزخر بها الإقليم٬ أضحت جزءا أساسيا ضمن الاقتصاد الاجتماعي الذي يمكن ساكنة الوسط القروي من الانخراط في أنشطة مدرة للدخل٬ تساهم في تحسين وضعيتها الاجتماعية٬ حيث يضم الإقليم 45 تنظيما مهنيا في مجال استخراج وتحويل زيت الأركان ومشتقاته. وفي هذا الإطار٬ يسعى مشروع الدعامة الثانية لتنمية وتثمين سلسلة زيت الأركان في إطار مخطط المغرب الأخضر٬ إلى دعم تعاونيات إنتاج الأركان٬ ويهدف بالأساس إلى تحسين الوضعية الاقتصادية والاجتماعية للمرأة القروية بالإقليم والرفع من إنتاج التعاونيات من زيت الأركان وتثمين الإنتاج. فعلى امتداد 27 جماعة قروية بإقليم الصويرة٬ يشكل تثمين وتنمية سلسلة زيت الأركان الذي رصد له مبلغ 22 مليون درهم برسم الفترة 2011– 2015٬ مشروعا هاما ضمن سلاسل الإنتاج التي تعمل المديرية الإقليمية للفلاحة بالصويرة على تطويرها ضمن مشاريع الفلاحة التضامنية في إطار مخطط المغرب الأخضر. ويشمل برنامج المشروع٬ الذي يرتقب أن يساهم في خلق أزيد من ألف منصب شغل قار وتحسين الدخل الشهري للنساء القرويات وخلق قيمة مضافة تفوق 25 مليون درهم سنويا٬ تنظيم النساء في إطار 50 تعاونية لإنتاج زيت الأركان٬ واستصلاح وتجهيز وحدات إنتاج زيت الأركان بالتعاونيات٬ فضلا عن مرافقة ومواكبة 25 تعاونية في تبني مبادئ الحكامة الجيدة٬ ودعم تسويق المنتوجات عبر تأهيل وتنمية مجموعة النفع الاقتصادي فيطا أركان. ويراهن مشروع الدعامة الثانية بالإقليم على تثمين منتوجات زيت الأركان والارتقاء بوسائل تسويقها على الصعيدين الوطني والدولي٬ من خلال الترويج للخصائص الغذائية والصحية وكذا التجميلية لمنتوجات الأركان٬ كما يسعى إلى تطوير إنتاج زيت الأركان ليرتقي إلى تحقيق 10 آلاف طن سنويا عوض أربعة آلاف حاليا. وفي سياق تطوير القطاع٬ تعمل الجمعية المهنية المغربية لشركات إنتاج الأركان على تعزيز النسيج التعاوني لإنتاج الأركان٬ بغية الارتقاء به إلى مكانة القطاع الاقتصادي الحقيقي. ففي سياق دولي يتسم بالتنافسية٬ يشكل استشراف وتوقع حاجيات الأسواق عوض مسايرة التوجهات الرائجة٬ ضرورة حقيقية من أجل توفير منتوجات ذات جودة عالية ومواكبة الطلب العالمي المتزايد على مشتقات منتوج الأركان. وتؤكد الجمعية على أهمية تشجيع الاستثمار من أجل التحكم في تكنولوجيات الإنتاج٬ وبالتالي التمكن من الاستجابة للتحولات التي يشهدها قطاع منتوجات الأركان٬ من خلال تطوير آليات الإنتاج وتقوية قدرات الجمعيات والتعاونيات العاملة في المجال على الاستجابة للطلب المتزايد على منتوجات الأركان. كما يشكل اعتماد المؤشر الجغرافي للترميز باعتباره آلية لحماية المنتوجات٬ وسيلة حقيقية لتثمين المنتوجات المشتقة من الأركان٬ والحفاظ على هذه الثروة باعتبارها إرثا طبيعيا يتعين حمايته من الاستنزاف. يعد قطاع الأركان بإقليم الصويرة رافعة حقيقية لتطوير الاقتصاد المتضامن وتحقيق التنمية المحلية في بعدها الاجتماعي والمستدام٬ من خلال تمكين الساكنة القروية من استغلال الموارد الطبيعية لخلق الأنشطة المدرة للدخل وتحسين الوضعية الاجتماعية.