تحظى شجرة الأركان برعاية خاصة من لدن وكالة التنمية الاجتماعية بدعم من الاتحاد الأروبي. ذلك أن حوالي 500 كلم مربع منها تختفي كل سنة. ورغم أن ثمرة أركان تقدم طعاما للمواشي وزيتا للطهي وتتخذ لأغراض طبية، فإن شجر الأركان يستعمل كحطب منزلي أو لصناعة الفحم الحطبي. في ظل ذلك تستمر مشاريع لغرس شتائل جديدة علها تعيد لغابات الأركان حياة افتقدتها بعد مرور سنوات طويلة. بدا صديق إدريسي، رئيس وحدة تدبير مشروع «أركان» بجهة سوس ماسة درعة، متفائلا وهو يتحدث صباح السبت الماضي لوفد صحافي زار مقر مندوبية وكالة التنمية الاجتماعية بأكادير المشرفة على مشروع يرعاه الاتحاد الأروبي للحفاظ على شجرة أركان من الانقراض. تشجييع النظام التعاوني بالدعم التقني وتتبع محيط تخليف هذه الشجرة التي تنبت في الجنوب المغربي فقط ولا توجد في أية دولة في العالم تجعل إنقاذ الأركان ممكنا. سطرت مندوبية وكالة التنمية الاجتماعية برنامجا يرمي إلى دعم تخليف شجرة الأركان والمحافظة على المجال الغابوي، وتعول وكالة التنمية الاجتماعية كثيرا على انخراط الجمعيات و الساكنة المحلية في عملية التدبير المستدام للموارد الطبيعية داخل النطاق الغابوي للأركان التي تعتبر علامة محلية. ويقول رئيس وحدة تدبير «مشروع أركان» : «نسعى إلى توسيع الغابة عن طريق التخليف والتسييج، نعمل إلى جانب السكان المحليين ونقدم لهم الدعم المالي والتقني وإن كنا نعمل في إطار برنامج سينتهي سنة2010، فإننا نسعى جاهدين إلى تحفيز وتشجيع المبادرات المحلية لخلق وعي بمدى أهمية المحافظة على شجرة الأركان. وضعنا نظاما للتحسيس والإلمام حول مفهوم تخليف شجرة الأركان ودور المحافظة والتدبير المستدام للغابة». تعول مندوبية وكالة التنمية الاجتماعية بجهة سوس ماسة درعة بتنسيق مع مصالح المياه والغابات، على زرع مئات الهكتارات من شتلات شجرة الأركان وتسييجها لتكون محمية. في ضواحي تزنيت زرنا منطقة تشجير حديثة تمتد على مسافة 130 هكتارا يتوقع أن تغرس بها أزيد من 21 ألف شتلة، وحسب نور الدين تاحسة المهندس الفلاحي فإنه سيجري تسييج كافة الأراضي المغروسة بسياجات تمتد على مساحة 17 كيلومترا وسقيها بشكل منتظم لضمان تخليف شجرة أركان التي طالها استنزاف جراء الرعي واستعمال أخشابها كحطب أو بيعه لمعدي الفحم الحطبي. رسمت وكالة التنمية الاجتماعية لمشروع «أركان» أهدافا عامة تراهن على استعادة اهتمام الساكنة المحلية بالتدبير المستدام لمجال أركان، وأخرى خاصة لإنتاج زيت أركان ومشتقاته التي تدر على نساء المنطقة مداخيل تحفزهن على المحافظة والتدبير لمجال شجرة أركان الغابوي. وحسب رئيس وحدة تدبير مشروع أركان فإن الغلاف المالي المخصص للمشروع يقدر ب12 مليون أورو، يساهم الاتحاد الأوروبي بنصف هاته الميزانية فيما تساهم وكالة التنمية الاجتماعية ب4,2 مليون أورو و الباقي أي 1,8 مليون أورو تساهم به الساكنة المستفيدة. يغطي مشروع أركان ستة أقاليم في المغرب هي أكادير اداوتنان وانزكان أيت ملول ثم شتوكة أيت باها وتزنيت ثم تارودانت، فإقليم الصويرة. «بركة» تاعرابت جنبات الطريق الشاطئية الرابطة بين أكادير ومدينة الصويرة قاحلة، يسارا أمواج الأطلسي تتكسر على الشاطئ، في الجهة الأخرى تتراءى من نافذة الحافلة التي أقلتنا إلى منطقة «سميمو» هضاب صخرية جرداء تكسوها نباتات شوكية وأشجار أركان متناثرة. نور الدين تاحسة، المهندس الفلاحي المكلف بتتبع شتائل أشجار أركان المزروعة بدعم من الاتحاد الأوربي، قال إن غرس شتائل شجرة أركان يكون ما بين شهر دجنبر ومارس، بعد انصرام شهر مارس لا يمكن أن تغرس الشتائل لأنها تموت ويستحيل أن تنمو. رد عليه عامل بوكالة التنمية الاجتماعية ضاحكا: «لا يجب أن يفوتك الغرس قبل شهر مارس». توقفنا بتعاونية «البركة» في الجماعة القروية «ادا أوكلول» بدائرة تمنار، مقرها الاجتماعي يتواجد ب»دوار الزاوية»، وقد جرى تأسيسها شهر أبريل من سنة 2004. لم يكن عدد النساء القرويات المنخرطات في تعاونية «البركة» يتجاوز 16 منخرطة، حاليا يصل عدد المنخرطات إلى 40 امرأة ، وتكلفة مشروع تعاونية البركة تبلغ 491.932,50 درهما بمساهمة تصل إلى 368.949,37 درهما من «مشروع أركان» لوكالة التنمية الاجتماعية. طريقة إنتاج زيوت الأركان في تعاونية «البركة» تعتمد على آلات تقوم بعمليات التقشير والتحميص والعصر والتصفية. لا تتعدى كمية لوز أركان المنتجة في اليوم 10 كيلوغرامات تمكن من استخراج أربعة لترات فقط من زيت أركان يوميا، إضافة إلى خمس لترات من زيوت التجميل. تتوفر التعاوينة على نقطة بيع واحدة وعلى شهادة بيولوجية وتسوق الزيوت التي تنتجها في السوق الداخلية. اجتزنا بلدة «سميمو» التابعة لإقليم الصويرة لنصل إلى تعاونية «تامونت» التي سبق أن زارها الملك محمد السادس ودشن بها مشروعا لإنتاج زيت الأركان. ترأس التعاونية امرأة نشيطة كان موظفو وكالة التنمية الاجتماعية ينادونها باسم «تاعرابت». رغم أن النساء القرويات العضوات في التعاونية يتحدثن جميعهن اللغة الأمازيغية ولا ينظرن باستغراب لمن يتكلم معهن باللغة الدارجة فإن الرئيسة تاعرابت رشماين تتحدث ثلاث لغات ويتوفر مكتبها على جهاز كمبيوتر موصول بشبكة الأنترنيت. بحسب الرئيسة تاعربات فإن تعاونية «تامونت» الواقعة بجماعة «مينتليت» القروية أسست شهر ماي من عام 2003 من طرف 19 منخرطة ليصير عدد النسوة المنخرطات في التعاونية حاليا 52 امرأة. وصلت تكلفة مشروع تأهيل تعاونية «تامونت» إلى 262.396,10 درهما بمساهمة تبلغ 189.000,00 من طرف مشروع أركان. يعتمد إنتاج زيوت الأركان في التعاونية على طريقة «شبه صناعية» تتدخل فيها اليد العاملة المدربة بشكل جيد. وتتوفر التعاونية بدورها على آلات للتقشير والتحميص والعصر والتصفية. تصل كمية لوز شجر الأركان التي تنتجها المنخرطات في التعاوينة إلى 15 كيلوغراما تخلف عملية عصرها 3 كيلوغرامات فقط من زيت الأركان و7 لترات من زيت التجميل وكيلوغرامين من «أملو». وتبيع التعاونية شهريا ما مجموعه 190 لترا من زيت الأركان وتعول على الانفتاح على الأسواق الخارجية. شتائل لإنقاذ غابات الأركان وصف مهندس يعمل في مشروع «أركان» حصيلة مشروع دعم تحسين ظروف عمل المرأة القروية و التدبير المستدام لمجال أركان بالجنوب الغربي للمغرب ب»الجيدة» معربا عن اعتقاده بأن تعيين وكالة التنمية الاجتماعية كهيئة تنفيذية للمشروع ومتصرفة في المشروع مكن من تحسين وضعية عمل المرأة القروية، وكذلك من التدبير المستدام لمجال أركان بالجنوب الغربي للمغرب. يعتبر «مشروع أركان» ثمرة شراكة بين المغرب والاتحاد الأوربي، وقد خصص له غلاف مالي يقدر ب12 مليون أورو، يساهم الاتحاد الأوربي بما يعادل 6 ملايين أورو. بحسب صديق إدريسي، رئيس وحدة تدبير «مشروع أركان» فإن وكالة التنمية الاجتماعية قامت بدعم التعاونيات النسوية لإنتاج زيت أركان عن طريق مشاريع مندمجة بغية تأهيلها. يتم حاليا تسيير المشروع محليا من طرف وحدة تسيير مشروع أركان المكونة من 21 إطارا من بينهم 10 منشطين يتواجدون على الميدان بمختلف مناطق تدخل المشروع. إضافة إلى السهر على غرس شتائل شجرة الأركان وتسييجها في محميات طبيعية فإن الانجازات الرئيسية للبرنامج خلال سنة 2007 تمثلت في تقديم الدعم المالي ل40 مشروعا، بلغت كلفتها الإجمالية 25,91 مليون درهم، ساهم «برنامج أركان» فيها ب20,17 مليون درهم . وتبلغ الساكنة المستفيدة من المشروع حوالي 2000 امرأة قروية. كما وضع برنامج لتكوين الموارد البشرية المسيرة للتعاونيات يمتد على 169 يوما تكوينيا، وبرنامج آخر يهدف إلى محاربة الأمية لفائدة النساء العضوات، في 26 تعاونية لإنتاج وتسويق زيت أركان ومشتقاته. تكتل تعاوني في تزنيت تكلفت وكالة التنمية الاجتماعية بنقل وفد صحافي زار جهة سوس ماسة درعة في نهاية الأسبوع الماضي لمعاينة تجربة تعاوينات نسائية اختارت العمل في إطار مندمج تحت اسم «تيز أركان». تروم هذه المجموعة التعاونية ذات النفع الاقتصادي تسويق منتوجات أركان و مشتقاته المنتجة من طرف التعاونيات العضوات، إضافة إلى تقاسم عمليات شراء المواد والخدمات لصالح التعاونيات العضوات. في شهر غشت من العام الماضي قررت خمس تعاونيات العمل في إطار تكتل تعاوني. برأسمال يبلغ 50000 درهم. يتكون المجلس الإداري من رئيسات التعاونيات الخمس العضوات في المجموعة. أما بالنسبة إلى التسيير المالي فالمجموعة ذات النفع الاقتصادي اعتمدت وضع إمضاءين مقرونان من طرف الرئيسة أو نائبتها وشخص آخر من الإداريين. اللافت أن مجموعة التكتل التعاوني تراهن كذلك على تنظيم حملات إشهارية. ومواكبة التعاونيات العضوات خلال مشاركتها في المعارض الوطنية و الدولية. وتكوين بنك للمعلومات ووضعه رهن إشارة التعاونيات بهدف البحث عن أسواق بالمغرب و في الخارج لتسويق منتوجاتها. حسب نساء يعملن ب»تيزأركان» فإن هناك أربعة أنواع من المنتوجات التي يقمن باستخراجها من ثمرة شجرة الأركان، ضمنها زيت أركان المخصص للغذاء وآخر مخصص لمواد التجميل و»أملو» وزيت طبي يعبأ داخل قارورات زجاجية.