خصصت صحيفة ( ذي كريستيان ساينس مونيتور) الأمريكية، في عددها الصادر يوم الاثنين 17 غشت 2009، مقالا حول إنتاج زيت أركان بالمغرب وخاصة بمدينة الصويرة، مبرزة الطلب المتزايد للبلدان الغربية على هذا المنتوج. وكشفت الصحيفة أن الساكنة الأمازيغية بالجنوب الغربي للمغرب استعملت منذ قرون زيت شجرة عريقة بالمنطقة ( شجرة الاركان) كمادة غذائية أساسية وكعنصر يدخل في علاجات الطب التقليدي. وسجلت في هذا الاطار الارتفاع المتزايد في الطلب على زيت الاركان بالبلدان الغربية مشيرة الى ان المشرفين على المطابخ وشركات مستحضرات التجميل يستعملون هذه المادة ذات المميزات العلاجية. وذكرت الصحيفة أن المغرب يتطلع الى زيادة إنتاجه من زيت الأركان ثلاثة أضعاف في أفق سنة ,2020 حيث يقدر معدل الانتاج الحالي بنحو مائة طن سنويا، مبرزة مساهمة هذه الصناعة في تنمية بعض المناطق بالمغرب، وخاصة على مستوى النهوض بتشغيل العنصر النسوي، وذلك عبر التعاونيات المحلية . وأشار كاتب المقال إلى أنه يتعين على النساء بالعالم القروي الاستفادة من تطور انتاج زيت الأركان بمنطقة قاحلة تقل فيها المشاريع الصناعية وفرص الشغل. مضيفة أن (اليونسكو)، التي تناولت مختلف استعمالات شجرة الأركان، أبرزت كذلك أن هذه الشجرة تمتاز بطابعها المقاوم للتصحر، وهو دور يكتسي أهمية بالغة في الوقت الحالي وانتقل سعر اللتر الواحد من زيت أركان من 20 درهما سنة 1988 إلى 300 درهم في السوق المحلي حاليا، وخارجيا وصل السعر إلى 300 أورو. وقال خالد العيوض، باحث مهتم بالبيئة، ومنسق شبكة محمية أركان بالمحيط الحيوي بأكادير إن المغرب ينفرد بشجرة أركان عالميا، لاسيما بمناطق حاحا، تليوين، سوس، إلا أن مساحة الأراضي التي تشغلها غابة الأركان، عرفت تراجعا مستمرا وصارت لا تتعدى 827 هكتارا في وقت كانت المساحة تبلغ مليونا ونصف مليون هكتار. وعزا العيوض في تصريح لالتجديد السبب في هذا التراجع إلى امتداد الإعمار، والتدخل البشري العشوائي، وتوالي سنوات الجفاف. وطالب العيوض بضرورة حماية هذا الموروث، وذلك بتحيين الظهائر التي تفرض الحماية القانونية للشجرة ظهير ,1925 ,1917 وتكييفها مع الواقع. وأضاف العيوض أن المجتمع المدني بالمنطقة ولقناعته بقيمة هذه الشجرة يعمل جاهدا للحفاظ على هذا الموروث، وحمايته، إلا أن هذه المجهودات لاتزال ضعيفة في ظل التواطئ المسكوت عنه باقتلاع الأشجار دون الانتباه إلى سلبيات هذا العمل. يذكر أن شجرة الاركان تعد بشكل مباشر أو غير مباشر مصدر رزق حوالي 3 ملايين شخص بالمغرب كما يذكر أن منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) أعلنت سنة 1998 منطقة تزيد مساحتها عن 800 ألف هكتار تقع بين أكاديروالصويرة محمية طبيعية.