افتتحت الإثنين المنصرم بمكناس، أشغال الدورة الرابعة للأيام المتوسطية لشجرة الزيتون، التي يرعاها القطب الزراعي للزيتون بالمدرسة الوطنية للفلاحة بالمدينة، وذلك تحت شعار «رهانات إنتاج زيت الزيتون : الجودة، المصادقة، تسمية المنشأ، التسويق والطاقة». وتهدف هذه الدورة، التي يشارك فيها خبراء في قطاع الزيتون من المغرب وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا واليونان وتونس وسورية وفلسطين، التوقف عند رهانات إنتاج زيت الزيتون ومتطلبات القطاع بالمغرب في الفترة الراهنة. كما ترمي هذه الدورة الرابعة، المنظمة بتعاون مع الجامعة الدولية للأندلس بإسبانيا، إلى البحث عن سبل الترويج لهذا المنتوج وإسهامه في التنمية المستدامة، إلى جانب البحث عن سبل تنسيق المجهودات والتعاون بين مختلف الفاعيلن في القطاع على المستوى المتوسطي. ويتضمن برنامج أشغال هذه الدورة، التي ستتواصل إلى غاية 21 أكتوبر الجاري، عددا من المداخلات، تقنية وعلمية، تتناول، بالخصوص، مواضيع تهم «السوق الدولية واستراتيجيات تنمية وتسويق زيت الزيتون ذات جودة عالية» و»العوامل الفلاحية والصناعية (التحويل والتخزين والتعبئة) المؤثرة على جودة زيت الزيتون ومعايير الجودة» و»تثمين المنتوجات الثانوية للزيتون»، إضافة إلى تقديم شروحات حول عمليات تذوق زيت الزيتون. وسيعرض المشاركون في هذه الأيام، المنظمة بتعاون بالخصوص مع مجلس جهة مكناس-تافيلالت، والقرض الفلاحي المغربي، والمجلس الدولي للزيتون، تجارب بلدانهم في ما يخص الاستراتيجيات المعتمدة في تطوير منتوج زيت الزيتون وتسويقها ومناطق توزيعها ووسائل حمايتها من التلف. كما ستكون الدورة مناسبة لعرض تجارب محلية في إنتاج زيت الزيتون وأنواعها وطرق معالجتها وإبراز معايير الجودة المتعارف عليها عالميا إضافة إلى التطرق لرهانات ومعايير إنتاج زيت الزيتون البيولوجية خاصة بالمغرب وفرنسا، إلى جانب إبراز آخر التطورات التقنية والتكنلوجية المسجلة في مجال الإنتاج. وقد أكد والي جهة مكناس-تافيلالت محمد فوزي، في جلسة الافتتاح، على أهمية هذا اللقاء الذي يجمع العاملين والمتخصصين في قطاع الزيتون في حوض المتوسط حيث تشكل شجرة الزيتون رمزا للتبادل الثقافي والحضاري بين دول المنطقة، مبرزا أن مكناس التي تحتضن اللقاء لها تقاليد عريقة في المجال وتسميتها «مكناسة الزيتون» تترجم وجود ثروة هامة من هذا المنتوج. واعتبر فوزي أن الموضوع الذي تم اختياره لهذا اللقاء يلتقي مع انشغالات الورش الفلاحي الوطني الكبير الذي أطلقه المغرب والمتمثل في «المخطط الأخضر»، مشددا على ضرورة تشجيع قطاع الزيتون بمدينة مكناس، بفضل المؤهلات التي تزخر بها على هذا المستوى. من جهته، قال سفير اليونان المعتمد بالمغرب بنايوتيس ستورناراس، إن هذه الأيام تشكل حدثا هاما على المستويين النظري والتطبيقي بالنسبة للمشاركين المتوسطيين، مبرزا أن بلاده، التي تنتج نحو 400 ألف طن من زيت الزيتون في السنة، يبلغ الاستهلاك السنوي منها للفرد 25 كلغ فيما تعتبر ضمن أهم الصادرات اليونانية، وضمن الأهم على مستوى الجودة. من جانبه، أكد رئيس جهة مكناس-تافيلالت سعيد شباعتو أن الدورة الحالية لهذه الأيام ترسخ نجاح الدورات السابقة، كما أن المشاركة المتميزة للخبراء في المجال إشارة قوية وتتويج للمجهودات المبذولة في المنطقة المتوسطية سواء بالنسبة لشجرة الزيتون أو إنتاج زيت الزيتون. أما المدير التنفيذي للمجلس الدولي للزيتون محمد أوحمد صبيتري فأكد على أهمية هذا المتلقى الذي يفسح المجال لمعرفة التطورات الحاصلة في قطاع الزيتون، معبرا عن استعداد المجلس الدائم لتقديم مساعدات مادية هامة لكل الدول التي ترغب في تطوير منتوجها تشجيعا منه للتحفيز على الاهتمام بشجرة الزيتون وإنتاج زيت الزيتون وتحسين المردودية ومستوى الجودة. وذكر في هذا السياق بأن المغرب، الذي بذل مجهودات متميزة في هذا الإطار، تمكن عبر شاب من مراكش من الحصول على جائزة الجودة سنة 2007، معربا عن اعتقاده بأن المصدرين الفاعلين في قطاع الزيتون بالمغرب تمكنوا من اقتحام أسواق هامة بفضل حرصهم على الجودة. وأجمعت المداخلات على أهمية البحث العلمي في تنمية إنتاج الزيتون وإسهامه في التنمية الاقتصادية والاجتماعية وكذا البيئية للبلدان المنتجة لما لشجرة الزيتون من دور إيكولوجي فعال.