يبدو أن الشعار الذي رفع منذ مدة من قبل السلطات المحلية بمكناس بخصوص تحويل المدينة إلى «قلعة» لإنتاج الزيتون، قد بدأ يتحقق. فقد افتتحت يوم أول أمس الاثنين بالعاصمة الإسماعيلية، أشغال الدورة الثالثة للأيام المتوسطية للزيتون، وهي دورة يرعاها القطب الزراعي للزيتون بالمدرسة الوطنية للفلاحة بالمدينة. وستدرس هذه الدورة، التي تعقد تحت شعار «تحديات إنتاج زيت الزيتون: التنوع، الجودة، العلامة، تسمية المنشأ والمراقبة والتسويق»، السبل الكفيلة بالاستجابة للانشغالات الحالية لقطاع الزيتون المغربي. مراسيم افتتاح هذه الدورة حضرها ممثلون عن وزارة الفلاحة والصيد البحري، والسلك الدبلوماسي، ورئيس مجلس مدينة مكناس، ومدير المركز الجهوي للاستثمار، وخبراء من فرنساوتونس وإيطاليا وإسبانيا واليونان، وكذا باحثون وطنيون ومنتجون وفاعلون في قطاع الزيتون. ويأتي تنظيم هذه الدورة بتعاون مع الجامعة الأندلسية الدولية، في ظرفية تتميز بارتفاع إنتاج زيت الزيتون وتعزيز الاهتمام العالمي بمنتوجات الزيتون. واعتمدت وزارة الفلاحة، في الآونة الأخيرة، استراتيجية تقضي بتشجيع تشجير الزيتون في عدد من المناطق، مع التركيز على المناطق الفلاحية الجبلية والمناطق شبه الجافة. وإلى جانب وضع موظفي الوزارة رهن إشارة الفلاحين لتقديم الإرشادات اللازمة إليهم، فإن الوزارة التي يدبر شأنها في ظل الحكومة الحالية، عزيز أخنوش، تقدم كذلك تسهيلات للحصول على شجيرات الزيتون ذات الجودة العالية. وتنافس كل من تونس وإسبانيا، المغربَ في إنتاج الزيتون. وفي الوقت الذي تبذل فيه هذه الدول مجهودات للرفع من مستوى تنافسية إنتاج هذه المادة، فإن المغرب لم يتحرك بعد بما فيه الكفاية لرفع رهان تحدي هذه التنافسية عبر الرفع من جودة المنتوجية. كما أن المغرب لم يستطع أن يكرس وجوده في عدد من الأسواق التي يعتبرها تقليدية ويقوم، علاوة على ذلك، بدخول أسواق جديدة، عكس الدول التي يتنافس معها في نفس الرقعة الجغرافية. ويبدو أن هذا الوضع هو الذي دفع نور الدين الزياني، عضو اللجنة المنظمة، إلى القول، في تصريح صحفي له، إنه ينبغي أن تنصب جهود المنتجين والفاعلين في قطاع الزيتون على تحفيز الطلب على زيت الزيتون في الأسواق التقليدية للاستهلاك، وعلى خلق هذا الطلب في الأسواق الناشئة والمحتملة مع نهج مقاربة مندمجة «للإنتاج-التسويق». وتعد شجرة الزيتون في حوض البحر الأبيض المتوسط رمزا لهويته. وشكلت على الدوام إحدى ركائز الاقتصاد الفلاحي لبلدان هذه المنطقة. ويرى نور الدين الزياني، في ذات التصريح أن الزيتون يلعب دورا بارزا في الاقتصاد والتشغيل والتوازن الاجتماعي والبيئي لمناطق البحر الأبيض المتوسط التي توفر98 في المائة من إنتاج زيت الزيتون في العالم.