حدد إدريس الصقلي، الباحث بالمدرسة الوطنية للفلاحة بمكناس، إشكال الزيتون والزيت بالمغرب في كون 20 في المائة من زيت الزيتون بالمغرب فقط هي التي تحترم المعايير الدولية للجودة، في حين أن 80 في المائة تبقى دون جودة، مشيرا إلى أنه في الوقت الذي تصل مساحة زراعة الزيتون في المغرب إلى 500 هكتارا فإن مردوديته لا تتجاوز طنا لكل هكتار معدلا وطنيا، وأرجع ذلك إلى كون 8 في المائة فقط من أشجار الزيتون تسقى سقيا دائما، فيما تبقى 92 في المائة من الأشجار معرضة للتقلبات. ويبقى أفق تطوير زراعة الزيتون حسب المصدر ذاته في أفق 2015 الوصول إلى مليون هكتار، وإنتاج طنين لكل هكتار. وشدد المصدر نفسه على أن الجهد يجب أن ينصب على تحسين جودة الزيت، لتحترم المعايير الدولية، خصوصا وأن المغرب له إمكانات هامة في المجال. وأوضح الصقلي، في حديث ل التجديد على هامش لاشغال الدورة الرابعة للأيام المتوسطية لشجرة الزيتون التي نظمت بمكناس أمس وأول من أمس تحت شعار: رهانات إنتاج زيت الزيتون: الجودة، المصادقة، تسمية المنشأ، التسويق والطاقة، أن 80 في المائة من الزيت المغربي دون جودة عالمية بكون المعصرات لا تحترم معايير الجودة، في الوقت الذي يجب فيه تكثيف الإنتاج من أجل التسويق؛ على اعتبار أن الطلب يظل متزايدا وطنيا وخارجيا على زيت الزيتون. ويبلغ الاستهلاك المغربي من زيت المائدة 17 لكل فرد سنويا منها 4 لترات زيت الزيتون، يقول المصدر ذاته. ونظرا لتوقيع المغرب على اتفاقية التبادل الحر فإن أمريكا ودول من الاتحاد الأوروبي تلجأ إلى استيراد الزيتون المغربي، مما يؤثر على القدرة الشرائية للمستهلك المغربي في مقابل رفع مداخيل الزيتون للبلاد. وقد أكد والي جهة مكناس-تافيلالت، محمد فوزي، في جلسة الافتتاح، على أهمية اللقاء الذي يجمع العاملين والمتخصصين في قطاع الزيتون في حوض المتوسط، إذ تشكل شجرة الزيتون رمزا للتبادل الثقافي والحضاري بين دول المنطقة، مبرزا أن مكناس التي تحتضن اللقاء لها تقاليد عريقة في المجال، وتسميتها مكناسة الزيتون تترجم وجود ثروة هامة من هذا المنتوج. واعتبر فوزي أن الموضوع الذي تم اختياره لهذا اللقاء يلتقي مع انشغالات الورش الفلاحي الوطني الكبير الذي أطلقه المغرب، والمتمثل في المخطط الأخضر، مشددا على ضرورة تشجيع قطاع الزيتون بمدينة مكناس، بفضل المؤهلات التي تزخر بها على هذا المستوى. ويذكر أن شابا من مراكش تمكن من الحصول على جائزة الجودة سنة ,2007 وأجمعت المداخلات على أهمية البحث العلمي في تنمية إنتاج الزيتون وإسهامه في التنمية الاقتصادية والاجتماعية وكذا البيئية للبلدان المنتجة لما لشجرة الزيتون من دور إيكولوجي فعال.