تتوفر منطقة مكناس على مؤهلات مهمة تجعل من قطاع زراعة الزيتون رافعة حقيقية للتنمية المحلية وللمساهمة في الوقت ذاته في النهوض بهذا القطاع على الصعيد الوطني. ويجمع المختصون على إمكانيات المنطقة في رفع جميع التحديات المتعلقة بهذا القطاع الاستراتيجي والذي لا محيد عنه لتحقيق التنمية الفلاحية بجهة مكناس- تافيلالت. وتتوفر الجهة -حسب هؤلاء المختصين- على أرضية خصبة لهذا النوع من الزراعة ومناخ ملائم وتقاليد ترتبط بزراعة الزيتون, فضلا عن تجربة غنية في هذا المجال. وعلى الرغم من هذه المؤهلات, فإن المختصين يؤكدون على أن هناك عجزا في تثمينها للتموقع داخل السوق وإنجاح تأهيل القطاع. وف أكد الباحث في المجال, نور الدين الوزاني أن مكناس لم تستفد من برامج توسيع المساحات المخصصة للزيتون التي أطلقت على الصعيد الوطني منذ عدة سنوات. وأضاف في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن المساحة المخصصة لغراسة الزيتون لا تتعدى20 ألف و500 هكتار, أي حوالي4 في المائة من المساحة المخصصة لزراعة الزيتون على الصعيد الوطني وبإنتاج سنوي يقدر ب25 ألف طن من الزيتون. و ألح على ضرورة الأخذ بعين الاعتبار قيمة مشروع تشجير ألف هكتار الذي أطلقته مؤخرا السلطات المحلية التي ترغب في تعبئة الفلاحين بمكناس. ويطمح مشروع ألف هكتار إلى خلق الثروة لفائدة الفلاحين من خلال الانخراط بكثافة في مسلسل للتنمية المستدامة الذي سيجعل من مكناس عاصمة للزيتون. وبالنسبة لموسم2007 -2008 , أفادت المديرية الإقليمية للفلاحة بمكناس بأن مساحة الاشجار التي تم غرسها برسم هذا الموسم بلغت900 هكتار من بينها850 هكتارا بالمناطق البورية و50 هكتارا مسقية لفائدة1309 فلاحين. ومن المتوقع غرس280 هكتارا خلال الموسم الفلاحي2008 -2009 . وقد مكنت المقاربة المعتمدة, وبصفة خاصة إدماج الفلاحين الصغار في هذا المشروع الطموح المدعم في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس, من إعطاء دينامية جديدة للفاعلين وبالتالي تقوية خيار هذا القطاع كرافعة حقيقية للتنمية الفلاحية بمدينة مكناس. ولعل التجربة الرائدة في منطقة عين جمعة, التي تعتبر مبادرة رائدة على الصعيد الوطني في مجال إنتاج زيت الزيتون والتي وراءها مواطن مغربي مقيم بالخارج, جاءت لتزكي خيار الاعتماد على هذا القطاع. وقد مكن هذا المشروع من الرفع من إنتاج زيت زيتون بجودة تحترم المعايير الدولية بحيث لا تتجاوز نسبة الحموضة26 ر0 في المائة مقابل5 ر0 في المائة المعمول بها على الصعيد الدولي. ولتثمين قطاع زراعة الزيتون بالجهة, تم وضع مشروع رئيسي آخر من طرف المدرسة الوطنية للفلاحة بمكناس, من شأنه المساهمة في النهوض بقطاع زراعة الزيتون في جهة مكناس - تافيلالت وفي كافة أنحاء المملكة. وكان قد تم تقديم القطب الفلاحي لزراعة الزيتون , منذ إطلاقه , كأحد المشاريع المندمجة لتحقيق التنمية في هذا القطاع, وذلك بهدف تعميم ونقل التكنولوجيا حسب الوحدات أو المشاريع الأساسية, من خلال التكوين وتنظيم أيام «»الأبواب المفتوحة»» لفائدة الفلاحين والتقنيين. كما يهدف إلى وضع نظام للإعلام لتطوير قطاع زراعة الزيتون (قاعدة المعطيات التقنية والاقتصادية والمالية ومختبرات تحليل زيت الزيتون للنهوض بجودة زراعة الزيتون بمنطقة مكناس). ومكنت مساهمة الشركاء الإسبان والإيطاليين المعروفين بأنشطتهم في قطاع زراعة الزيتون في هذا المشروع, من جعل منطقة مكناس تستفيد من تجربة هذين البلدين في مجال التحويل والتسويق والترويج ونقل التكنولوجيا وتبادل الخبرات. ويستفاد من المعطيات أن دليل «»إيكسترافيرجين2009 «» في دورته التاسعة منح المغرب جائزته الأولى في شخص نور الدين الوزاني, المسؤول عن القطب الفلاحي لزراعة الزيتون بمكناس, بتسليمه (الجائزة الخاصة كريستينا تيلياكوس), وذلك للجودة الممتازة لزيت الزيتون بهذه المنطقة. ويتم منح هذه الجائزة سنويا لشخصية دولية متخصصة في هذا المجال. وكانت زيت الزيتون بمنطقة مكناس قد حازت بروما سنة2006 على جائزة أفضل زيت زيتون, منحها الدليل الإيطالي (إيكسترافيرجين) باعتبارها أحدى أفضل زيوت الزيتون العالمية مع جودة مصادق عليها.