بدأ مساء أمس الجمعة مجموعة من السفراء المعتمدين بالمغرب لعدد من الدول الشقيقة والصديقة زيارة للاطلاع على المنجزات السوسيواقتصادية على صعيد جهة مكناس - تافيلالت، شكلت العاصمة الإسماعيلية محطتها الأولى. وتميز انطلاق هذه الزيارة، التي ستستغرق ثلاثة أيام ويشارك فيها 45 دبلوماسيا، بعقد لقاء بالمركز الجهوي للاستثمار بمكناس، تم خلاله استعراض مختلف إمكانيات الاستثمار التي تمنحها الجهة في عدد من القطاعات خاصة الفلاحة، وكذا مؤهلاتها في القطاع السياحي وما تزخر به المنطقة من مميزات حضارية وثقافية. واعتبر والي جهة مكناس- تافيلالت عامل عمالة مكناس السيد محمد فوزي في مداخلة له أن هذه الزيارة تعكس عمق روابط الأخوة والصداقة وتساهم في تعزيزها، وتعد أيضا فرصة للوقوف على الأوراش الكبرى بالمنطقة والتي تمخضت عنها إنجازات تستأثر باهتمام دولي. وبعد أن استحضر تاريخ المنطقة الحافل ومعالمها ومآثرها، أشار السيد فوزي إلى أن الجهة، ذات الموقع الجغرافي الاستراتيجي، كانت تشكل نقطة التقاء بين تجار شمال المغرب وجنوبه، ولعبت دورا طلائعيا على مستويات عدة. وفي المجال الاقتصادي، أبرز والي الجهة أن القطاع الفلاحي يحتل مكانة متميزة في اقتصاد المنطقة حيث الاهتمام ينصب على العديد من الزراعات خاصة أشجار الزيتون، مما جعل مكناس تحظى باحتضان المعرض الفلاحي الدولي السنوي، الذي شكل رافعة لتنميتها. كما سلط الضوء على الإمكانيات المائية للجهة التي تعد "خزانا للماء بالمغرب"، وعلى ما تحظى به من أراضي غابوية ورعوية والاجراءات التي اتخذت في إطار "مخطط المغرب الأخضر". كما أبرز الوالي الاهتمام الخاص الذي يوليه صاحب الجلالة الملك محمد السادس للتنمية الجهوية، وتعليماته السامية لجميع الولاة والعمال لإضفاء السرعة والفعالية على إجراءات إحداث المقاولات لتشجيع الاستثمار وخلق حركية اقتصادية تساهم في إحداث مناصب شغل. ومن جانبه، أطلع مدير المركز الجهوي للاستثمار بجهة مكناس -تافيلالت السيد حسن باهي الدبلوماسيين على مختلف المشاريع الاستثمارية الكبرى بالجهة والإمكانيات التي يوفرها المركز لتشجيع المشاريع في مختلف المجالات الإنتاجية. كما استعرض مميزات السياحة التي تشكل قيمة مضافة في اقتصاد الجهة إلى جانب الصناعة التقليدية والطاقة والمعادن، مبرزا أهم محطات الاستراتيجية الجهوية للتنمية المستدامة. ومن جهتهم، عبر السفراء عن أهمية هذه الزيارة التي تشكل لهم فرصة سانحة للاطلاع على تاريخ الجهة وإمكانياتها الاقتصادية والاستثمارية، مؤكدين أن الزيارة شكلت أيضا مناسبة لفتح قنوات جديدة للتواصل من أجل بحث أشكال جديدة للتعاون والشراكة. ويشمل برنامج الزيارة، التي تشمل أيضا مدينتي أزرو وإفران، بالخصوص الوقوف على مركز الصناعة التقليدية والمآثر التاريخية والمنطقة الصناعية (مجاط) والقطب الفلاحي ومعهد البحث الزراعي بمكناس، وزيارة الموقع التاريخي لوليلي إلى جانب الاطلاع على مشاريع التعاون الدولي ومخططات التنمية السياحية في الجهة.