عقدت جمعية الوحدة تقسبيت يوم 10 أبريل 2008بمقر الجماعة القروية بلفاع ورشة انطلاق مشروع متعلق بتشجير الأركان، وذلك بحضور كل شركاء المشروع والفاعلين في حقل التنمية بالجماعة القروية. وتأتي هذه المبادرة الثانية مع مشروع أركان ضمن مشروع بيئي ينفذ بالمنطقة التي أصبحت معرضة بشكل كبير لعوامل التصحر، وزحف الرمال، وبالتالي تراجع المساحة التي تغطيها شجرة الأركان. وبهذا المشروع تعزز مجال تشجير الأركَان والمحافظة عليه بمنطقة تقسبيت (إقليم اشتوكة ايت باها) بميلاد مشروع جديد لتوسيع مجال هذه الشجرة المهددة بالاندثار. هذا المشروع الذي أطلق عليه اسمم تامونت2 للمحافظة على شجرة اركان جاء كاستمرارية لمشروع تامونت1 الذي أنجزته الجمعية وشركاؤها في الموسم المنصرم، ومن أهم مميزاته زيادة هامة في المساحة المغروسة، وعدد المستهدفين خلال العملية السابقة والتي وصلت إلى 42 هكتاراً و70 هكتارا في المشروع الحالي، أي ما يعادل 11400 شتلة لتصل المساحة المغروسة 112 هكتارا من هذه الشجرة الفريدة. وتتوخى الجمعية تحقيق أهداف عامة تتلخص في المحافظة على هذه الثروة المحلية عبر إشراك السكان في عملية المحافظة، والتدبير المستدام للأركان، وأهداف خاصة تتمثل في تقوية مجال هذه الشجرة، وتكوين الفاعلين الجمعويين حول المحافظة على الموارد الطبيعية وبلورة وتسيير المشاريع ذات العلاقة، وذلك بشراكتها مع برنامج دعم تحسين ظروف عمل المرأة القروية، والتسيير المستدام لمجال أركان بالجنوب الغربي للمغرب، ومشروع أركان الممول من لدن وكالة التنمية الاجتماعية والاتحاد الأوروبي، والذي يساهم في تمويل المشروع بنسبة 80%،. جاء هذا المشروع، الذي تبلغ تكلفته حوالي 100 مليون سنتيم ثمرة لانفتاح الجمعية وشراكتها مع باقي المتدخلين المحليين في المحافظة، وتنمية الأركان كالمديرية الجهوية للمياه والغابات، التي توفر الدعم التقني والمتابعة بواسطة فريقها بمقاطعة شتوكة ايت باها، وتوفر الشتائل من المستنبتات، والبرنامج الوطني لمكافحة التصحر بتعاون مع الوكالة الألمانية للتعاون التقني، التي ستوفر الدعم المالي التكميلي للمشروع. وتعتمد الجمعية مقاربة تشاركية تدمج الساكنة المحلية في إنجاز المشروع، بالإضافة إلى تحسيسهم بأهمية الحفاظ على الأركَان كمورد اقتصادي، وإكسابه قيمة مضافة شرط المحافظة على الشجرة، وتجنبها أساليب الاستغلال العشوائي. وتتجلى أهمية المشروع في تجاوب الساكنة معه، بدليل وضعهم أملاكهم الخاصة ـ للمرة الثانية ـ لإنجاز المشروع بعدما كانت المشاريع المماثلة تنجز سابقا فوق أرض الأملاك الغابوية، كما أن من مزايا المشروع كونه لا يستنزف الفرشة المائية، بل يحافظ عليها ولهذا يعتبره بعض الخبراء بمثابة زراعة بديلة بالمناطق الجافة وشبه الجافة مستقبلا. المشروع يستهدف ساكنة منطقة تقسبيت، والدواوير المجاورة التابعة لجماعة بلفاع إقليم اشتوكة أيت باها، والذين يناهز عددهم 2500 نسمة. وتتحدد أهم أنشطة هذا المشروع الحيوي، الذي تبلغ مدته 24 شهرا (نونبر 2008 إلى نونبر 2009) في تسييج كافة المنطقة المغروسة، وتنظيم حملات تحسيسية لفائدة السكان المحليين بغية المحافظة على الموارد الطبيعية بالمنطقة وتثمينها.