يزخر إقليمالصويرة بمؤهلات هامة في مجال تربية النحل تجعل من تطوير سلاسل تربية النحل مشروعا طموحا ضمن الدعامة الثانية لمخطط "المغرب الأخضر" وذلك في إطار الفلاحة التضامنية. فعلى مستوى 26 جماعة قروية بالإقليم تنشط العديد من تعاونيات إنتاج عسل النحل التي تعتمد على منتوجات الخلية في تحسين مستوى عيش فئات كبيرة من الساكنة بالعالم القروي على امتداد الإقليم مع تركز كبير للإنتاج بمنطقة حاحا جنوبالإقليم. وفي هذا الإطار يندرج برنامج تنمية سلاسل تربية النحل باعتباره أحد مشاريع الدعامة الثانية لمخطط "المغرب الأخضر" التي تقوم على الارتقاء بمساهمة الفلاحة التضامنية في تحسين مستوى عيش الساكنة بالوسط القروي¡ من خلال تثمين الموارد الطبيعية وتحسين إنتاجيتها. فإلى جانب منتوجات زيت الزيتون والأركان وتربية الماعز يحتل إنتاج عسل النحل بإقليمالصويرة مكانة هامة في إطار التنظيمات المهنية المتمثلة على الخصوص في التعاونيات الفلاحية التي تعمل على تطوير هذا المنتوج وتثمينه من خلال السهر على تسويق منتوجات الخلية. ويشير المدير الإقليمي للفلاحة بالصويرة عبد الحفيظ الكرماعي إلى أن مشروع تنمية سلسلة تربية النحل بالإقليم الذي يشمل الفترة ما بين 2011 و2015 يسعى بالأساس إلى تنويع وتثمين منتوجات الخلية يستفيد منه حوالي ثلاثة آلاف من مربي النحل وذلك بكلفة إجمالية للمشروع تبلغ 16 مليون درهم. ويبرز المسؤول الإقليمي أن هذا المشروع الذي تقوم المديرية الإقليمية للفلاحة بإنجازه بشراكة مع تعاونيات إنتاج عسل النحل واتحاد التعاونيات بالصويرة والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية يهدف أيضا في أفق سنة 2020 إلى المساهمة في تحسين الوضعية الاقتصادية للنحالين وعصرنة وسائل الإنتاج فضلا عن تحسين وضعية المناحل وتطوير طرق الإنتاج. ويقوم مشروع تنمية سلسلة تربية النحل بإقليمالصويرة أساساعلى تشجيع النحالين على التنظيم في إطار تعاونيات وتأهيل التعاونيات الموجودة أصلا ودعم انبثاق تعاونيات متخصصة في تربية النحل فضلا عن إعداد وتجهيز محطات تربية النحل ودعم وتسويق المنتوج عبر التجميع وترميز المنتوج. ويشكل التكوين مرحلة هامة ضمن ترسيخ ثقافة جديدة لدى مربي النحل تقوم على الوعي بالأهمية التي يكتسيها قطاع تربية النحل في تحسين الدخل والتعريف بمؤهلات المنطقة في المجال وكذا الإلمام بالتقنيات الحديثة في إطار تربية النحل من أجل تحسين المنتوج والتعرف على وسائل عصرنة طرق الإنتاج. ويواكب مخطط "المغرب الأخضر" في دعامته الثانية الفلاحة التضامنية باعتبارها ركيزة أساسية لتطوير الإنتاج الفلاحي وذلك من خلال دعم المشاريع الفلاحية الصغيرة وتثمينها في أفق تحسين إنتاجيتها وتطوير مواردها. وفي هذا السياق¡ يساهم مشروع تنمية سلسلة تربية النحل بإقليمالصويرة في الرفع بشكل كبير من قيمة منتوجات خلية النحل وذلك من خلال النهوض بالفلاحة التضامنية الصغيرة القائمة أساسا على تشجيع إنتاج التعاونيات. ويوضح السيد الكرماعي أن من شأن مشروع تنمية سلسلة تربية النحل تحقيق انعكاسات إيجابية لفائدة الساكنة التي تنشط في المجال إذ يرتقب أن يحقق هذا المشروع إنتاجا سنويا إضافيا من العسل يقدر ب100 طن بقيمة إضافية تناهز سبعة ملايين درهم سنويا فضلا عن تحسين دخل المنتجين بهامش ربح إضافي يقدر ب17 ألف درهم في السنة وكذا إحداث حوالي 11 ألف يوم عمل إضافي في السنة والرفع من إنتاجية الخلية إلى 1550 درهم. وتشهد السنة الجارية يضيف المسؤول الإقليمي توزيع حوالي ألف خلية مملوءة ومعدات لتربية النحل وإنتاج العسل فضلا عن تقديم الدعم التقني والمواكبة لفائدة النحالين بالصويرة. ويعد تثمين منتوجات خلية النحل مشروعا طموحا ضمن مخطط "المغرب الأخضر" الذي يروم تثمين القطاعات الفلاحية الواعدة وذلك من خلال مشاريع فلاحية ذات جدوى اقتصادية مستدامة تهدف الرفع من مدخول الفلاحين الصغار.