يعتزم المغرب في الثامن من نونبر المقبل، إطلاق أول قمر اصطناعي عسكري من نوع “بلياد أستريوم”، سيهدف إلى تعزيز القدرات الأمنية والاستخباراتية ومراقبة واستباق التهديدات الإرهابية في المنطقة. وسيتم اطلاق القمر الاصطناعي “MN35-13” المتخصص في المراقبة، انطلاقا من المركز الفضائي لكورون بمنطقة غويانا التابعة لأقاليم وراء البحار الفرنسية، كما سيكون مدعوما بقمر صناعي آخر ينتظر إطلاقه عام 2018. والقمران نتاج لصفقة مغربية فرنسية تعود لسنوات، خلال زيارة قام بها الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند إلى العاصمة المغربية الرباط في أبريل/نيسان 2013، تم عقد صفقة مع فرنسا اشترى بموجبها المغرب اثنين من الأقمار الصناعية الكهربائية الضوئية بلغت تكلفتهما خمسمئة مليون يورو. خبر الصفقة أحيط وقتها بسرية تامة حتى كشفت مصادر إخبارية مختلفة في أكتوبر الأول 2017 عن استعداد المغرب لإطلاق أول قمر صناعي له، ومن أبرز تلك المصادر الموقع المتخصص في علوم الفضاء “سبيس ووتش” وصحيفة “إلباييس” الإسبانية، والموقع المتخصص في الشؤون الأمنية والعسكرية بمنطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط “مينا ديفانس”، بالإضافة إلى الصحف المغربية التي نقلت الخبر. وحسب موقع “سبيس وتش” المتخصص في علوم الفضاء، فإن للقمرين الصناعيين القدرة على التقاط صور مراقبة بدقة خمسين سنتيمترا، في حين ستكون محطة المراقبة واستقبال الصور الملتقطة بمحطة التحكم الأرضية التابعة لوزارة الدفاع المغربية في شرق مطار الرباط. وكشف ذات المصدر تفاصيل عن القمرين الصناعيين، وأورد أنهما صمما من طرف شركة “إيرباص ديفانس آند سبيس”، وتكلفت شركة “تاليس إيلينيا سبيس” بالجانب المتعلق بآليات التصوير والتوثيق، كما أوضحت أن للقمرين الصناعيين القدرة على التقاط صور مراقبة بدقة خمسين سنتيمترا، في حين ستكون محطة المراقبة واستقبال الصور الملتقطة بمحطة التحكم الأرضية التابعة لوزارة الدفاع المغربية في شرق مطار الرباط. وحسب مصادر إعلامية متعددة فإن مهمة القمر الصناعي تتمثل في رصد وتسجيل ما يحدث فوق الكرة الأرضية بدقة عالية وعلى مدار الساعة، وفي شريط يمتد على طول ثمانمئة كيلومتر، ويحلق على بعد 695 كيلومترا من الأرض، كما يتوفر على قدرة هائلة لالتقاط خمسمئة صورة يوميا وإرسالها إلى محطة التحكم الأرضية قرب مطار العاصمة الرباط. أما المصادر الإعلامية الإسبانية فترى أن مهمة القمر الصناعي المغربي ستكون رصد عمليات تهريب المخدرات والهجرة غير النظامية والتحركات المشبوهة للعناصر الإرهابية بمضيق جبل طارق. وقد سبق وأشار مؤخرا أحمد الشامي سفير المغرب لدى الاتحاد الأوروبي عن دور القمر الاصطناعي، في 26 من أكتوبر الماضي في بروكسل، وبشكل ضمني،عندما قال إن نظام “بليادس” “سوف يمكننا من متابعة ما يجري بأراضينا، على مستوى الطقس (…) ومراقبة لصوص الرمال على شواطئنا، كما سيتيح لنا أيضا الفرصة لمعرفة ما يجري على حدودنا “. وتضمن موقف السفير بخصوص قضايا المراقبة التهديدات الإرهابية في الإقليم، ومنطقة الساحل، وأيضا متابعة حركة المرور على الحدود.