لم تمر النتائج الصادمة التي حصدها حزب العدالة والتنمية في الانتخابات الجزئية التي جرت أمس الخميس بثلاث دوائر موزعة على مدن بني ملال وتارودانت وأكادير، والتي لم يظفر فيها الحزب بأي مقعد، (لم تمر) بشكل عادي على قيادي الحزب البارزين ومنهم غلى قواعد المتعاطفين معه. وفور إعلان النتائج الأولية للاستحقاقات الجزئية التي أكدت عدم تمكن حزب المصباح من كسب رهان التنافس، انطلقت التدوينات الفيسبوكية من طرف عدد من قياديي البيجيدي الذين وجدوا في الواقعة المؤلمة، فرصة لإرسال النيران الداخلية بين من يساند “تيار بنكيران” ومن يساند “تيار العثماني والاستوزار”، لتصفية الحسابات الداخلية وإلقاء لوم التدبير على بعضهم البعض، فيها اختار آخرون تحميل مسؤولية هذا الفشل الانتخابي بكيل التهامات “للشعب المغربي. أول التدوينات ما كتبه القيادي بالبيجيدي ورئيس جهة الرباطسلاالقنيطرة عبد الصماد سكال، حين وصف “الشعب المغربي بأكثر شعوب العالم تسيسا”، وذلك من خلال ما اعتبره “رسائله للفاعل السياسي والأحزاب سواء عبر سلوكه إزاء الانتخابات الجزئية الأخيرة أو تفاعله مع الأوضاع بشكل عام ومع كل ما جرى ويجري في حقل السياسة وتدبير الشأن العام بمختلف التعابير التي يلجأ إليها خصوصا منذ ما سمي البلوكاج الحكومي”، بحسب وصف سكال. القيادية في الحزب أمينة ماء العينين وإحدى المدافعات الأبرز على بنكيران، علقت بدورها على نتائج الانتخابات الجزئية في أكادير، حيث وصفتها بال”كارثية بالنسبة للحزب”، معتبرة أن “من يبحث عن التبرير والحديث عن خصوصية الانتخابات الجزئية لن يفيد الحزب في شيء..”، مضيفة “اليوم نفقد قرابة 30 ألف صوت دفعة واحدة أغلبها من داخل المدينة وليس في البوادي.. أليس هذا سقوطا حرا؟”. سياق آخر من التعليقات نهجه محمد أمحجور البرلماني عن طنجة وعضو المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، عندما “لخص” فشل البيجيدي في الظفر بمقعد أكادير في ما اعتبره “غياب بنكيران” عن الحملة الانتخابية هناك، حيث كتب معلقا “كان على أهل أكادير أن يعلنوا فقط عن تنظيم مهرجان خطابي “للزعيم” ..وكانت “الظروف التقنية والموضوعية” ستتكلف بالباقي..أقصد المقعد ..”. مواقف قياديي البيجيدي من “الخسران الثلالثي” للمعركة الانتخابية في الاستحقاقات الجزئية، وربطها بغياب بنكيران عن الترويج لمرشحي الحزب، أظهر بالملموس أن هناك أطراف داخل البيجيدي اليوم تسعى لتمهيد الطريق امام ولاية ثالثة لبنكيران بمبرر أن غيابه أثر على شعبية الحزب ونتائجه الانتخابية.