مع اقتراب موعد كل انتخابات، تنشط ظاهرة الترحال السياسي، ويعاد تشكيل الخريطة الانتخابية، ومعها يبدأ رحل الانتخابات يبحثون عن مواقع جديدة لهم. وكان لحزب العدالة والتنمية بفاس، نصيب من هؤلاء الرحل، الذين التحقوا به قادمين من حزب الاستقلال، الذي يترأسه حميد شباط، العدو اللدود لرئيس الحكومة عبد الإله بنكيران. وإن كان التحاق رفاق شباط بالبيجيدي قد لقي ترحيبا من القيادة الجهوية للمصباح، التي سارعت إلى منحهم مناصب قيادية بالحزب، فإن الأمر ليس كذلك على مستوى قواعد الحزب وبعض القيادات المحلية بفاس. وكشفت مصادر من حزب العدالة والتنمية بفاس ل"اليوم 24″، أن التحاق رفاق شباط بحزب المصباح خلف موجة من الاستياء في صفوف قواعد الحزب ومناضليه، الذين استغرب بعضهم من سرعة منح رفاق شباط العضوية في الحزب وتبويئهم مناصب قيادية، في الوقت الذي ناضل فيه بعض الشباب لسنوات في شبيبة المصباح، ولم يحصلوا بعد على عضوية عامل. وأوضح مصدر قيادي بحزب العدالة والتنمية بفاس، طلب عدم كشف هويته، أن التحاق رفاق شباط بحزب العدالة والتنمية بجماعة سيدي حرازم، لم يلق ترحيبا لدى قواعد الحزب الذين أبداوا تخوفا من هذا الانفتاح غير المحسوب العواقب. واستبعد قيادي البيجيدي في فاس "أن يكون التحاق رفاق شباط نتيجة مراجعات أو خيارات فكرية، بل الأمر يتعلق أساسا بعملية نزوح حتمتها الصراعات حول المصالح مع شباط والظرفية الانتخابية". وحذر القيادي نفسه من أن يتسبب التحاق رفاق شباط بالبيجيدي في خلط الأوراق في الانتخابات المقبلة، إذ إنه من غير المستبعد أن يتحالفوا مع شباط بعد أن يكونوا قد فازوا على قوائم العدالة والتنمية، مضيفا أن الأمانة العامة لحزب المصباح لم تتوصل بكل المعطيات حول التحاقهم. وتساءل القيادي "لماذا لم يلتحق هؤلاء بتيار بلا هوادة"؟، مضيفا أن التحاقهم في هذا التوقيت يطرح أكثر من علامة استفهام.