وصلت أزمة الخلاف داخل الحكومة بين حزب الاستقلال وحزب العدالة والتنمية إلى الطريق المسدود بعد التصعيد الأخير من طرف عبد الاله بن كيران الذي قال في لقاء حزبي ببوزنيقة إنه «لا يخاف من البلطجية» و أنه «سيستمر في محاربة الفساد والمفسدين مهما كلف الأمر» و «مستعد للعب جولة انتخابية ثانية إذا اقتضى الأمر» . وقد وصلت ذروة التصعيد إلى رفض أتباع بن كيران القبول باستمرار حزب الاستقلال في الحكومة ، وهو ما أكدته يومية «التجديد» أمس حين أوضحت أن «التوجه العام داخل حزب العدالة و التنمية هو عدم قبول عودة حزب الاستقلال للأغلبية الحكومية مهما كلف الأمر» . وعبر حامي الدين قيادي حزب المصباح عن نفس التوجه في خرجة إعلامية بقناة ميدي 1 ، حين اعتبر أن قواعد حزبه تطالب بالنزول الى الانتخابات، غير أن العدالة والتنمية يشترط ذلك في إطار قواعد إنتخابية جديدة ونمط اقتراع جديد، وهو شرط يكاد يستحيل في الظرفية الراهنة التي يفتقد فيها الحزب أغلبيته العددية في البرلمان. نفس لهجة التصعيد بالمقابل عبر عنها الأمين العام لحزب الميزان خلال خرجتين متواليتين بكل من فاس ومكناس حين اعتبر أن قرار الخروج من الحكومة أصبح أمرا محسوما ، وهو ما جعله يكيل الضربات لحلفائه ويقطع شعرة معاوية بينهم دون تحفظ ، حيث هاجم حميد شباط كلا من بكيران ونبيل بن عبدالله وباقي الوزراء، معتبرا أن رئيس الحكومة جعل الشعب المغربي يحلم ، بعد أن وعده في برنامجه الانتخابي بنسبة نمو حددها في 7% وعجز لا يتعدى 3% ما يعني خلق 200 ألف منصب شغل في القطاعين الخاص والعام، لكن انقلبت الآية وتحول العجز إلى نمو والنمو إلى عجز. كما اتهم شباط رئيس الحكومة بالتأخر في صرف ميزانية سنة 2012 ب 6 أشهر اعتقادا منه أن الانتخابات ستجرى في 2013 وبالتالي استثمار 21 مليار درهم المحولة، لكن وحين فشل في ذلك حولها إلى سنة 2014 . وكشف ما دار بينه وبين بنكيران في اجتماع الأغلبية حين فاتحه في موضوع المعطلين والاقتطاعات من أجور المضربين حيث أجابه رئيس الحكومة بأنه « سيقتطع من أجورهم ولو أدى ذلك إلى إسقاط الحكومة، أما عن توظيف المعطلين فقال رئيس الحكومة «إلى خدموا أنا نمشي فحالي »