انتهت منذ قليل كل الترتيبات وسط الدشيرة وبالتحديد بساحة الحفلات، حيث سيتوجه عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة والامين العام لحزب العدالة والتنمية لإلقاء كلمة بمناسبة الإحتفال بالحملة الوطنية للتسجيل في الإنتخابات التي أقدمت على تنظيمها شبيبة "البيجيدي". رغم الحرارة المفرطة للجو بمدينة الدشيرة، فالتوقعات تشير إلى أن المدينة على اتم الأهبة والإستعداد لملاقاة عبد الإله بنكيران، فأخر مرة زار فيها بنكيران جهة "سوس ماسة" هي من خلال حضوره بمهرجان خطابي الذي أقامه بمناسبة حملة حزب العدالة والتنمية الانتخابية سنة 2011. لكن ما وراء هذا المعطى هو أن بنكيران لم يختر مدينة الدشيرة عبثا، بل في طيات هذا الإختيار مجموعة من الرسائل المشفرة التي يريد الامين العام لحزب المصباح ان يرسلها، أولا إختار بنكيران مدينة الدشيرة لأن رئيس مجلسها البلدي هو النائب البرلماني عن حزب العدالة التنمية رمضان بوعشرة، ثانيا بنكيران يراهن على ترأس بلديتين مهمتين محيطتين بالدشيرة، وهما كل من إنزكان وأكادير. لكن أهم الرسائل التي يريد عبد الإله بنكيران أن يوصلها هو ان الظروف كلها مواتية من أجل أن يكتسح حزب العدالة والتنمية جهة سوس ماسة، حيث تعتبر هذه الجهة من الجهات الإستراتيجية بالمغرب، وسيحاول بنكيران من خلال العمل الجماعي والمحلي الجيد ببلدية الدشيرة، والذي لقي استحسان الساكنة، أن يظفر برئاسة بلديتي إنزكان وأكادير. في حين سيحاول بنكيران أن يستفز وجود "أو مولود" رئيس بلدية إنزكان، والقيادي السابق بحزب الإتحاد الدستوري الذي رحل سياسيا لحزب الإستقلال بعد تولي حميد شباط مهمة الامانة العامة لحزب الميزان، بعد أن كان بنكيران السبب في فقده لمقعده النيابي بعد أن طعن حزب العدالة والتنمية في هذا الإقتراع، وتم إعادة الإنتخابات جزئيا لتسفرعن فوز حزب المصباح بالمقعد النيابي عوض "أو مولود" بفارق 10 ألاف صوت تقريبا، حيث كان بنكيران أنذاك قد أقام مهرجانا خطابيا بإنزكان وبالضبط ب"حي تاراست" الذي يعتبر مسقط رأس، ومعقل "أو مولود". وترتب عن هذا الوضع في المقابل ، بأن "أو مولود" الذي أصبح ولائه لحزب "شباط"، إقصاء العدالة والتنمية من المشاركة في تسيير "بلدية إنزكان". لكن هذا الأمر لم يمر مرور الكرام حيث فتح محمد أدراق الكاتب الجهوي لحزب العدالة والتنمية بجهة سوس ماسة النار على "أو مولود" خلال عرضه لتقرير الحزب على هامش المجلس الجهوي الذي اطره كل من الوزيرين عبد العزيز الرباح، ومصطفى الخلفي يوم 21 نونبر 2014، دون ذكره بالإسم لأنه تملص من إتزامته الكتابية تجاه حزب العدالة والتنمية. فيما لا يزال البيجيدي مراهنا، على إكساح بلدية اكادير أيضا، حيث تعتبر كل الظروف مواتية لذلك، بعد ان أعلن طارق القباج القيادي بحزب "الوردة"، إنضمامه لتيار "الإنفتاح والديمقراطية"، المعارض لسياسة إدريس لشكر الكاتب الأول لحزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية.