بعد النتائج الأخيرة للانتخابات الجزئية في كل من أكادير وتارودانت وبني ملال، والتي حسمها حزبا التجمع الوطني للأحرار والأصالة والمعاصرة لصالحهما، بعد إسقاط البيجيدي من أقوى معاقله الانتخابية، عبرت العديد من القيادات داخل حزب بنكيران عن غضبها وقلقها تجاه مستوى الأداء السياسي الذي وصلوا إليه، ما يجعل السؤال مطروحا وبقوة عما يقع داخل الحزب الذي يقود الحكومة، والذي ينتظره مؤتمر وطني حاسم في مواصلة بنكيران القيادة من عدمها، فهل بدأ ضوء "المصباح" يخفت انتخابيا؟ وفي هذا السياق، حمل عبد العزيز أفتاتي، عضو الأمانة العامة سابقا في العدالة والتنمية، جزءً كبيراً من المسؤولية للأمين العام، عبد الإله بنكيران والأمانة العامة للحزب بعد هذه النتائج، حيث قال "مفهمتش كيفاش الإخوان كالسين تيدورو فالرباط وخلاو الناس بلا تعبئة"، في إشارة منه إلى غياب التأطير من قبل قادة الحزب خلال الاستحقاقات الأخيرة، متسائلا في الآن ذاته عن تراجع بنكيران مؤخرا بخصوص تأطير العملية الانتخابية من مسؤوليته كأمين عام.
وتابع القيادي المثير للجدل في تصريح خاص ل"الأيام 24" انتقاده لقائد "المصباح" والأمانة العامة ، بالقول إن "بنكيران لم ينخرط في معارك الحزب في الانتخابات الجزئية الأخيرة في العديد من المناطق، على الرغم من أن الإخوان عبروا عن رغبتهم في حضوره لمثل هذه المواعد الهامة انتخابيا".
وكشف البرلماني السابق أن الدولة العميقة أطلقت أصحاب المال لاجتياح الانتخابات والاعتداء على المشروعية الانتخابية، مسجلا اختلاف السياق بين اليوم وبين انتخابات السابع من أكتوبر الماضي، مضيفا أن ما حدث للبيجيدي "مخدوم" على حد تعبيره.
وشدد أفتاتي على أنه لم يعد ممكنا للدولة العميقة أن تقرر وتتحكم في الخريطة الانتخابية، "لأن ذلك قد يقود البلاد إلى الخراب"، يتابع المتحدث ذاته.
من جهة ثانية يرى محمد زين الدين، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الحسن الثاني بالدارالبيضاء، أن تراجع البيجيدي يعود بالأساس إلى الوهن السياسي الذي يعيشه "المصباح"، إلى جانب تراجع القيادة سياسيا وتأطيريا وعلى مستوى الممارسة الخطابية، "وذلك بالنظر إلى انقسام البيجيدي إلى تيارين"، يوضح المتحدث.
وأكد زين الدين في تصريح ل"الأيام 24" أن البيجيدي فقد 34 في المائة من أصواته الانتخابية عبر مختلف الدوائر في المحطات الجزئية، موضحا أن هذا المعطى لا يمكنه أن يجزم في تراجع حزب من عدمه، "على اعتبار أن الاستحقاقات الجزئية تختلف عن نظيراتها العامة".
وأضاف الأستاذ الجامعي أن حزب الدكتور الخطيب يمر بأزمة سياسية عميقة، قد تؤدي بالحزب إلى الانشقاق بين تيارين، الأول مساند لبنكيران والثاني داعم للعثماني، موضحا أن هذا الوضع أثر في الأداء السياسي عامة والأداء الانتخابي خاصة ل"البيجيدي".