حذر أحد أبرز مؤسسي الذكاء الاصطناعي، إيلون ماسك، من تهديدات قد تؤدي إلى انقراض البشرية. وفي تصريحات غير مسبوقة، أشار ماسك إلى أن الانفجار السريع في تطور الذكاء الاصطناعي قد يغير معالم الحياة على كوكب الأرض بشكل غير قابل للرجوع. الذكاء الاصطناعي، الذي شهد تقدمًا مذهلاً في السنوات الأخيرة، لم يعد مقتصرًا على مجالات محدودة مثل التعرف على الصور أو اللغة. بل أصبحت الأنظمة الحديثة قادرة على اتخاذ قرارات مستقلة، والتفاعل مع البيئة المحيطة بها بطرق قد تفوق قدرات البشر أنفسهم. وقد اعتبر ماسك أن هذه القدرة المتزايدة قد تتحول إلى تهديد وجودي إذا لم يتم تنظيم استخدامها بعناية. بينما يراه البعض أداة للتقدم في العلوم والتكنولوجيا، يحذر ماسك من أن الذكاء الاصطناعي إذا لم يُراقب بشكل دقيق، يمكن أن يتطور إلى "كيان" مستقل غير قابل للتحكم. وأكد أن الأنظمة المتقدمة قد تبدأ في اتخاذ قرارات مغايرة لمصلحة البشر، مما يهدد استمرار الحياة كما نعرفها. هذه التصريحات تأتي في وقت حساس، حيث يشهد العالم سباقًا محمومًا لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات، من الرعاية الصحية إلى الأمن والطاقة. ماسك ليس الوحيد الذي يعبّر عن مخاوفه بشأن الذكاء الاصطناعي. في السنوات الأخيرة، انضم العديد من الخبراء في هذا المجال إلى هذه التحذيرات، مشيرين إلى الحاجة الماسة إلى وضع إطار قانوني وتنظيمي يتماشى مع التطورات السريعة. يقول الخبراء إن تجاهل هذه المخاوف قد يؤدي إلى نتائج كارثية، قد تشمل فقدان السيطرة على الأنظمة الذكية التي قد تبدأ في اتخاذ قرارات تؤثر على حياة البشر. إحدى النقاط التي يطرحها ماسك هي ضرورة وجود "حكومة عالمية للذكاء الاصطناعي" تتولى مراقبة وتحديد الحدود والقيود على هذه التكنولوجيا. ويؤكد أنه إذا لم يتم اتخاذ الإجراءات الوقائية الآن، فإن مستقبل البشرية قد يصبح مهددًا، حيث يمكن أن تصبح الأنظمة الذكية هي المتحكم الوحيد في مجريات الأمور. ومع استمرار توسع تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجالات حساسة، مثل الأمن السيبراني والأسلحة العسكرية، يزداد القلق بشأن احتمال استخدام هذه التقنيات بشكل متهور أو في سياقات غير أخلاقية. يمكن أن يكون للذكاء الاصطناعي القدرة على اتخاذ قرارات تتجاوز القيم الإنسانية، مما يزيد من المخاطر على الأمن الشخصي والعالمي. في ظل التقدم السريع لهذه التكنولوجيا، تزداد الحاجة إلى وعي عالمي بشأن المخاطر المحتملة، وتوحيد الجهود لضمان استخدامها في سياق إنساني وآمن. إذا استمرت المخاوف الحالية دون اهتمام جاد، فقد نجد أنفسنا أمام تحديات تهدد وجودنا. ربما يكون الوقت قد حان لإعادة النظر في كيفية تعاملنا مع الذكاء الاصطناعي، وضمان أن يكون في خدمة الإنسان وليس تهديدًا له.