على الرغم من أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يجلب العديد من المزايا للبشرية، إلا أن هناك بعض التهديدات التي قد تواجهها البشرية بسبب تطور التكنولوجيا في هذا المجال. وقد أثار هذا الموضوع العديد من النقاشات في الأوساط العلمية والفلسفية والسياسية. من بين التهديدات الرئيسية التي يمثلها الذكاء الاصطناعي على البشرية هي خطر فقدان الوظائف، حيث يمكن للروبوتات والحواسيب المزودة بالذكاء الاصطناعي أن تحل محل العمالة البشرية في العديد من المجالات، مثل الصناعة والخدمات والنقل والطب. وهذا يعني أن العديد من البشر قد يفقدون وظائفهم وسيصبح من الصعب عليهم العثور على وظائف جديدة. كما أن الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى تفاقم الفجوة الاجتماعية والاقتصادية، حيث يمكن للشركات الكبيرة والحكومات استخدام التكنولوجيا المتقدمة هذه لتحقيق مزيد من الثراء والسلطة على حساب الطبقات الفقيرة والمحرومة. وهناك أيضا مخاوف من استخدام الذكاء الاصطناعي في الحروب والصراعات، حيث يمكن استخدام الروبوتات والأسلحة المزودة بالذكاء الاصطناعي لإحداث دمار وخسائر بشرية كبيرة. ولكن الأكثر قلقا بالنسبة للعديد من الخبراء في هذا المجال هو خطر فقدان السيطرة على الذكاء الاصطناعي، حيث يمكن للأنظمة المتعلمة ذاتيا أن تتطور بشكل مستقل وتتخذ قرارات دون تدخل بشري. وهذا يمثل تهديدا كبيرا على الأمن الدولي والاستقرار العالمي، حيث قد يؤدي هذا الأمر إلى انفجار الأسلحة الذكية أو تفشي الأمراض أو حدوث كوارث بيئية وغيرها من النتائج الكارثية. ومع ذلك، يؤكد الكثيرون أن الذكاء الاصطناعي ليس بالضرورة خطرا على البشرية، وأنه يمكن أن يكون أداة قوية لحل العديد من المشاكل التي تواجه البشرية، مثل التغيرات المناخية والأمراض والجوع وغيرها. ولكن، يجب أن يكون هناك رقابة صارمة على تطوير الذكاء الاصطناعي واستخدامه، وتطوير سياسات وأنظمة لضمان أن يكون هذا التطور في صالح الإنسانية وليس ضدها. بشكل عام، يمكن القول أن التهديدات المحتملة التي يمكن أن يشكلها الذكاء الاصطناعي على البشرية هي قضية معقدة ومتنوعة، وليس من السهل الحكم عليها بشكل قاطع.