تنتهي ليلة الأربعاء/الخميس من الأسبوع المقبل، الحملة الانتخابية للانتخابات البرلمانية الجزئية لاقتراع فاتح نونبر المقبل بمدينة وجدة، والتي انطلقت يوم الجمعة الماضي لشغل مقعدين شاغرين بمجلس النواب، كان قد فاز بهما حزب الأصالة والمعاصرة خلال انتخابات أكتوبر 2016، لكن المجلس الدستوري أسقطهما بناء على طعن تقدم به حزب الاستقلال، حيث بدأت تظهر ملامح معركة كسر العظام وسط الصراع المحتدم ما بين الغريمين السياسيين بعاصمة الجهة الشرقية، حزبا العدالة والتنمية والأصالة والمعاصرة. حزب العدالة والتنمية، والذي حصل على مقعدين خلال اقتراع أكتوبر 2016، عينه اليوم على الانتخابات الجزئية للظفر بالمقعدين في النزال الانتخابي مع حزبي "البام" والاستقلال، حيث اختار "إخوان بنكيران" مرشحهم بوجدة، أمحمد توفيق، وذلك بعدما كان الاسم الرائج هو نور الدين محرر، والذي اختارته قيادة "البيجيدي" وصيفا لوكيل لائحتها، حيث يتخوف أنصار "حزب المصباح" من أن يؤثر هذا الاختيار على نتائج هذه الانتخابات، وذلك بالنظر إلى ما تسبب فيه اختيار قيادة "البيجيدي" لوكيل لائحته، وإنزال نور الدين محرر، منسق فريق مستشاري العدالة والتنمية بالجماعة الحضرية لوجدة، إلى رتبة وصيف وكيل اللائحة، بعدما حاز على عدد كبير من الأصوات في هيأة الترشيح الإقليمية للحزب، عقب تخلي القيادي البارز عبد العزيز أفتاتي برسالة مكتوبة عن الترشح للانتخابات الجزئية. مخاوف "إخوان بنكيران" بوجدة بخصوص عدم رضا البعض عن اختيار قيادة "البيجيدي" لوكيل اللائحة، قلل من شأنها القيادي عبد العزيز أفتاتي، والذي أكّد في تصريح ل"اليوم24″ بأن حظوظ "المصباح" وافرة للظفر بالمقعدين أو بأحدهما، وذلك بفضل التعبئة الداخلية الكبيرة للمناضلين، والتواصل الجيد مع المواطنين بكل الوسائل النظيفة، وبالخطاب السياسي الواضح، حيث يعول حزب العدالة والتنمية في هذه الحملة الانتخابية، بحسب ما كشف عنه أفتاتي للجريدة، على مهرجان كبير سيترأسه عبد الإله بنكيران يوم السبت المقبل بوجدة، فيما ستسبقه لقاءات أخرى يؤطرها إدريس الأزمي، وعبد العزيز الرباح، يورد أفتاتي. وشدد أفتاتي في خروج مثير ل"اليوم24″، بأن حزبه لا يواجه في هذه الانتخابات الجزئية حزبا سياسيا له برنامجه الانتخابي ورموزه، في إشارة منه إلى الأصالة والمعاصرة، والتي اتهم مرشحها والواقفين وراءه، كما قال، بالمراهنة على "المال" واستغلال إمكانيات جهة وجدة، والتي يرأسها صهر مرشح "التراكتور"، حيث شدد أفتاتي بأن حزبه ومناضليه لن يبقوا هذه المرة يتفرجون، بل سيواجهون "زنقة ..زنقة" أساليب "البام" ومحاولاته إفساد هذه الانتخابات الجزئية. ورد "هشام الصغير" عضو المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، ورئيس مجلس عمالة وجدة/أنكاد، والذي يدير حملة مرشح "الجرار" بلقاسم المير، (رد) على اتهامات أفتاتي لحزبه بخصوص استعمال المال، بقوله إن "المغاربة عاقو"، وأضاف بأن " البيجيدي" يلجأ دائما إلى هذه الاتهامات المجانية، والتي وصفها "بالغوغائية" للتأثير على خصومهم، لكن المغاربة كشفوا وباتوا يدركون ألاعيب "البيجيدي"، ولم يعودوا يهتمون لهذا الكلام، حيث شدد القيادي بحزب الأصالة والمعاصرة، بأن "البيجيدي" سينال بدائرة وجدة نفس الفشل الذي وجد فيه نفسه في الانتخابات الجزئية بالجديدة، وسطات وبني ملال وأكادير، وذلك بسبب راجع شعبيته بالنظر إلى ضعف إنجازاته في حكومتين متتاليتين، فيما أعلن مدير حملة مرشح "البام"، في مقابل ذلك، بأنهم سيعيدون المقعدين اللذين خرجا من يدهما بعد القرار الأخير للمحكمة الدستورية القاضي بإسقاطهما وتنظيم انتخابات جزئية. وفي مقابل تعويل "البيجيدي" على مهرجان بنكيران لحسم أصوات الوجديين، من جهته حزب الأصالة والمعاصرة بوجدة، يعول في نزاله الانتخابي مع "المصباح" على أرض عاصمة جهة الشرق، (يعول) على عودة إلياس العماري إلى منصبه كأمين عام "لحزب الجرار" خلال التئام برلمان الحزب يوم الأحد الأخير، للنزول بقوة في حملتهم الانتخابية بمدينة وجدة، والتي ينتظر أن يترأس بها العماري مهرجانا لم تكشف بعد إدارة حزبه عن تاريخه. وبالإضافة إلى مرشحي "البيجيدي" و"البام"، وبعد انسحاب مرشح أخنوش في آخر لحظة من هذا النزال الانتخابي، يتنافس على المقعدين بقبة البرلمان، عمدة مدينة وجدة الاستقلالي عمر حجيرة، والذي انتخب حديثا عضوا باللجنة التنفيذية لحزب الميزان، وذلك بعد "تصفية" ولد الرشيد لحميد شباط، الخصم اللدود لعائلة حجيرة بوجدة، مما مكن الأخ الأصغر للقيادي الاستقلالي والوزير السابق توفيق حجيرة، من حسم أمر ترشيحه باسم الاستقلال للانتخابات الجزئية، حيث يحتفظ عمدة وجدة، بحسب المتتبعين على حظوظه في الظفر بمقعد من المقعدين المتنافس حولهما، وهذا ما يجسده الشعار الذي اختاره مرشح حزب الاستقلال لحملته الانتخابية "من أجل إرجاع صوت إقليموجدة للبرلمان"، حيث يركز الاستقلاليون على توحيد صفهم لحسم معركتهم الانتخابية، وذلك بعدما نجح عمر حجيرة وشقيقه توفيق في رأب الصدع والانقسامات بين استقلاليي وجدة، والتي تسبب فيها صراعهما مع حميد شباط قبل المؤتمر الأخير.