أصدر الوزير السابق ورئيس جهة درعة تافيلالت الحالي، الحبيب الشوباني، بلاغا من نقطتين، رد فيه على مقال نشره موقع “برلمان.كوم” تحت عنوان “الطالبي العلمي يلقن درسا في الوطنية والسياسة للشوباني”. وإذا كانت المهنية واحترام معايير قانون الرد تقتضيان أن يوجه البلاغ أولا إلى المنبر الإعلامي الذي نشر الخبر، وأن يتحلى الرد بآداب الجواب والكتابة، فإن الحبيب الشوباني بدأ كلامه بالشتم والقذف، وختمه بالتهجم والافتراء على موقع “برلمان.كوم” الإخباري الذي تتحدد مهمته في إخبار الرأي العام وتنويره حول ما يجري بوطننا العزيز، وهو يجتهد في ذلك “ما استطاع إليه سبيلا” . والشوباني منذ كان وزيرا، أو قبل ذلك بكثير، كان يحب أن يعمل في السر لكن حظه يقوده إلى الفضيحة في العلن، فتراه “يَتَوَارَىٰ مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَىٰ هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ “. ولعل “برلمان.كوم” كان أبرز موقع واجه الحبيب الشوباني بأخطائه وفضائحه، فكشف صفقاته للسيارات الفاخرة، بأموال الجهة وكيف وزعها على نفسه وغيره، حتى أنه بدأ يفكر في شراء “هيليكوبتر” لولا غضبة رئيس الحكومة حينها الذي خاطبه حسب أحد مقربيه قائلا “واش بغيتي تشوف مشاكل الناس من السما”؟ والشوباني الذي يتولى تدبير جهة تعاني يوميا من شظف الحياة والعيش، ويخرج مواطنوها يحتجون على سوء تدبير حالهم، تحدى هذا الواقع برغباته التي لا تنتهي، ومنها توظيفاته لمقربيه بالمزايا الخيالية، والعقود المغرية، تحت أنظار أبناء المنطقة المعطلين من دكاترة وموجزين. لكن “برلمان.كوم” لم يكشف فضائح الشوباني لوحده، حتى لا يقول أحد أنه يركز عليه، ويهتم به، وكأنه مولع بسريرته، بل هو يفضح كل من سولت له نفسه التلاعب بأموال الدولة والشعب، أو الضحك على دقون المواطنين. ونعيدها مرة أخرى، وهذه المرة بأسلوب المخاطب: نحن لسنا عاشقين أو متيمين بك اسي “لحبيب”، ولكن أخطاءك كثرت، وويلاتك تجلب لك الفضائح علنا، أما الذين يعشقونك، وخصوصا من النساء، فهن يجتهدن لإخفاء عيوبك، وأنت تعرفها مليا. أنت تذكر أيها “الحبيب” يوم كتبت النائبة “ماء العينين”، التي كان زوجها يعمل بديوانك الوزاري، أنها تتلذذ بأكل الشوباني لأنه ناجح سياسيا وتجاريا، وحين أثيرت الضجة، استغفرت الله، وأضافت نقطة إلى صفتها فتحولت من “نائبة” إلى “تائبة”، وقالت إنها تقصد الزبادي الأمريكي المسمى “شوباني”، “وفاين طار الألف واللام للتعريف”؟ وأنت تذكر أنك خرجت يوما من الوزارة محني الرأس، بعد فضيحة لا نحب العودة إليها اليوم كاملة. وأنت تذكر أن جرأتك قادتك لتفرض على المغاربة أجمعين عيد ميلاد السيدة زوجتك الحالية سمية بن بنخلدون، كي يحتفلوا به من الشمال إلى الجنوب، وكأن الأمر يتعلق بعيد ديني أو وطني، والأمر يتعلق بالتاريخ الذي اقترحته على الأنظار السامية ليكون مناسبة لليوم الوطني للمجتمع المدني الذي كنت تدير قطاعه، وها نحن نوجه قراءنا نحو الموقع العالمي ويكبيديا الذي يؤكد كلامنا: https://ar.m.wikipedia.org/wiki/سمية_بن_خلدون ونؤكد أن التاريخ الذي اقترحته للاحتفال باليوم الوطني هو نفسه: 13 مارس، وفي هذا لوحده يصح فيك قول الشاعر: “لا يستحي من لوم كل لائم…إذا قضى بالحق في الجرائم”. دعنا من هذا كله، ولتكن لديك الشجاعة والجرأة لتجيبنا عن هذه الأسئلة: هل نحن من يكذب على المواطنين أم انت؟ هل نحن من يدبر الشأن المحلي بمنطقة هي في أمس الحاجة إلى حسن التدبير؟ هل نحن من ألقى بجمعيات المجتمع المدني إلى أحضان الويلات حين كنت وزيرا للقطاع أم أنت؟ هل نحن من فرض على المغاربة الاحتفال بعيد ميلاد يتلاءم و رغباتك؟ أما بخصوص مكالمتك مع الوزير الطالبي العلمي، فأنت من استنكرت أمام بعض مقربيك جواب الوزير على طلبك، ولو لم تكشف مضمون المكالمة للآخرين لما كشفه الموقع، علما أن “مجالس الكبار أمانة” وكذلك المكالمات، وما فعله موقع “برلمان.كوم”هو نقله الخبر للمواطنين من أجل التوعية والتنبيه بالأخطاء التي قد يقع فيها بعض المسؤولين، اتجاه قضايانا الوطنية، وها أنت أكدت صحة ما كتب الموقع، بل تفوقت علينا بذكر توقيت المكالمة وكم استغرقت. نحن لا ننتمي لحزب الوزير الذي اتصلت به، نقصد رشيد الطالبي العلمي، كي نقول إنه لقنك درسا في الوطنية والسياسة، ولكن سياق الأمور وسيرها خلصت إلى هذه الحقيقة التي أكدتها بنفسك في بلاغك، على علة هذا الاعتراف لأنك تنتمي إلى حزب آخر غير حزب الوزير. نحن نستغرب، كما يمكن لأي قارئ أن يستغرب، من صحة تبريرك للرواية والواقعة، فأنت تقول إنك لم توافق على سفر فريق ناشئ للكرة المستطيلة بتنغير إلى سبتةالمحتلة، وتقول إنك قمت بالاتصال بالوزير لإخباره بهذا الحدث، “تاعط الله واش ما حشمتيش”؟ لم يتبق سوى أن تقول إن الوزير أوقف كل أنشطته في قطاع الشباب والرياضة، واستنفر كل مديرياته ومندوبياته لعقد اجتماع طارئ وخطير حول مكالمة الحبيب الشوباني. أليست هذه أمواج الكذب التي تتحدث عنها في بلاغك وأنت الغارق في أمواج الحيلة والمخارج؟ ولعلك فضلت، في بلاغك، استعارة كلمة “أمواج” لا اشتقاقا من البحر، بل غيرة وتلميحا لصديقك الوزير الخلفي الذي خلفك في الوزارة بامتيازاتها واحتفظ بمجاورة البحر بمتعته حيث يسكن بالهرهورة وقد شاهدته مؤخرا وهو يتمتع بملوحة البحر في صورة تداولتها المواقع. ومادامت المناسبة شرط، فنحن نختم كلامنا معك بتوجيه النصح الفضيل، الذي يعتبر من رسالة من رسائل الإعلام النبيل، وندعوك إلى الحفاظ على مصالح الناس، وإلى غض البصر عن كل ما يمكن أن يسئ إليهم، فالله تعالى يقول: “قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُون”َ. والرسول صلى الله عليه وسلم وجه نصائح لعلي بن أبي طالب كرم الله وجهه، ومنها حسب ما رواه الترمذي وأبو داود: “يا علي لا تتبع النظر النظرة، فإن لك الأولى وليست لك الآخرة”!