بات من المكشوف أن بعض المنابر الإعلامية المعروفة بدفاعها المستميت عن ابن كيران وحزبه، بسبب ما يربطها من مصالح مشتركة ومتبادلة معه، قد أصبحت مفتقدة للحس المهني والأخلاقي بتماديها في تزيين واجهة قيادات هذا الحزب، لكن ما يُفاقم من هذا الوضع هو أن هاته المنابر تجاوزت “التزويق” والتجميل إلى الضرب تحت الحزام والتشفي في زملاء مهنة المتاعب الذين يوصلون المعلومة، إرضاء لخواطر قيادات الحزب الحاكم المتضررين من نشرها. لقد تابع المغاربة كيف سارعت بعد المواقع الإخبارية، منها تلك التي تستقي أخبارها من موقع برلمان.كوم دون ذكر المصدر، والمتخصصة في نشر قضايا الإغتصاب والدعارة، أو ذاك المتهم بالتحريض على الإرهاب ذات الميولات الإنفصالية، مباشرة بعد نشر موقع برلمان.كوم خبر إستفادة عائلة الحبيب الشوباني رئيس جهة درعة تافيلات من عطلة مدفوعة المصارف على حساب ميزانية الجهة، إلى الاتصال بالشوباني ونشر تصريحاته النافية للخبر، دون أن يكلفوا أنفسهم عناء الإتصال بالموقع للتأكد من صحة “الفاتورة”. كنا ننتظر من زملائنا المسؤولين عن هذه المنابر أن ينشروا تكذيب الشوباني، بعد التطرق للوثيقة التي سبق ونشرها موقعنا، حيث أن أخلاقيات المهنة تفرض نشر الخبر قبل تكذيبه وتقفي التصريحات بعد الوقوف على الدلائل. كما كنا ننتظر من هذه المواقع التي ركضت جميعها خلف تصريحات الشوباني الهاتفية أن تسردها على الأقل كاملة لتوصل للرأي العام، لغة السب والقدف والإتهامات الباطلة في حق الموقع وصحفييه التي لا ترقى لمستوى الحوار التي جاءت في تلك التصريحات. ودبجت تلك المواقع عناوين أخبارها بتهديدات الشوباني بمقاضاة برلمان.كوم لنشره وثيقة صادرة عن فندق “پالمس” الذي قضت فيه عائلته عطلتها، في نوع من التشفي ضد زملاءهم في موقع برلمان.كوم، كما وصلت “الوقاحة” إلى نشر وثيقة تتضمن إنتزاع إعتراف المستخدمين المغلوبين على أمرهم تحت التهديد والتي ندعو السلطات للتدخل من أجل كشف حقيقة الترامي على اختصاصات القضاء وانتزاع اعترافات قسرية من مستخدمي الفندق. الغريب أن هذه المواقع نشرت وثيقة مضادة أُعِدت تحث الضغط، و لم تكلف نفسها عناء الاتصال بموقع برلمان .كوم لمعرفة موقفه كما أنها لم تنشر فاتورة عائلة الشوباني التي تكذبها. أن تستميت هذه المنابر الإخبارية في معظم الأوقات في دعمها اللامشروط لرموز حزب العدالة والتنمية، بات أمرا معتادا، بعد فضائح الوزير اعمارة والصديقي عمدة مدينة الرباط و عبد العزيز الرباح و الشوباني لكن مهاجمة زملائهم يعتبر خطوة صادمة وغير مقبولة. وحيث يؤكد الموقع على ضرورة الالتزام بأخلاقيات المهنة، فإنه يشدد على أن جميع ما يتم نشره على الموقع فهي أخبار موثوقة تسندها دلائل ثابتة، في احترام تام لما تفرضه واجبات المهنة، بنشر كل ما يتعلق بالشخصيات العمومية بدون تحامل وبكامل الحياد والمصداقية، بعيدا عن أي تشويه أو تزيين لشخص او جهة معينة، وفاء لشعار الموقع منذ بداية تأسيسه “المعلومة حق للجميع”.