الخط : إستمع للمقال يبدو أن حزب التجمع الوطني للأحرار بجهة سوس ماسة لازال يعيش تداعيات الزلزال التنظيمي الذي أجبر أخنوش على تقسيم التنسيقية الإقليمية لأكادير إداوتنان إلى تنسيقيتين. وعي تداعيات عنوانها الأبرز صراع الأجنحة داخل الحزب، الذي أججه المنسق الجهوي للحزب، كريم أشنكلي، بانحيازه إلى تيار معين على حساب استقرار الحزب. فمنذ أن تولى أشنكلي قيادة "الأحرار" جهوياً، طغى منطق الولاءات والمصالح الضيقة على تدبير شؤون الحزب، حيث لم يتردد في الإطاحة بالمنسق الإقليمي السابق، رشيد بوخنفر، في خطوة اعتبرها العديد من المتتبعين خضوعاً لرغبة تيار نافذ داخل الحزب، كان يناصب بوخنفر العداء، خاصة وأن تلك الخطوة أعقبتها واقعة تهجم أشنكلي على بوخنفر ومحاولة طرده من جلسة خلال دورة لمجلس الجهة، بشكل علني وأمام الحاضرين. ورغم تعيين عبد الله بولغماير خلفاً لبوخنفر، ظنّاً أن ذلك سينهي الصراع، إلا أن الشرخ الداخلي تعمّق أكثر، بعدما وجد بولغماير نفسه في مواجهة مباشرة مع نفس التيار الذي أطاح بسلفه. آخر تجليات هذا التوتر برزت خلال إفطار رمضاني أقامه المنسق الجهوي بمنزله أمس الخميس، حيث قرر بشكل انتقائي استدعاء وجوه محسوبة على تياره، ووجوه أخرى فرضتها عليه منصابهم، رغم عدم انتمائهم لتياره، كمصطفى بودرقة النائب الأول واليد اليمنى لأخنوش بجماعة أكادير، وعبد الله غازي، رئيس الفيدرالية الوطنية للمنتخبين التجمعيين، بينما استبعد المنسق الإقليمي الجديد وعدداً من الوجوه المصنفة ضمن "أولاد الحزب"، في إشارة واضحة إلى استمرار الانقسام، وفي المقابل استدعاؤه للمنسق السابق ونائبه الثالث بمجلس الجهة، بوخنفر، في خطوة بدت للبعض محاولة لإعادة ترتيب الأوراق بعد صراع مرير بين الطرفين فقد فيه أشنكلي الكثير من النقاط لدى رئيس الحزب، عزيز أخنوش. هذه التطورات تأتي في وقت يسابق فيه الحزب الزمن لإعادة ترتيب بيته الداخلي استعداداً للاستحقاقات المقبلة، لكن ما يجري على الأرض يعكس عكس ذلك تماماً، إذ يبدو أن "الأحرار" بسوس يسير في اتجاه المزيد من الانقسام، في ظل مناخ تنظيمي يسوده التوتر وتصفية الحسابات، وهو ما قد تكون له تبعات وخيمة على مستقبل الحزب بالجهة. ولم يكن القرار الذي اتخذه رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، عزيز أخنوش، في وقت سابق، والقاضي بتقسيم التنسيقية الإقليمية لأكادير إداوتنان إلى تنسيقيتين سوى اعتراف ضمني بأن الصراعات التي أشعلها المنسق الجهوي، كريم أشنكلي بإيعاز من بعض المحسوبين على تياره، خرجت عن السيطرة، وفرضت واقعاً جديداً داخل الحزب. فعوض حل الخلافات الداخلية، جاء التقسيم كخطوة اضطرارية لاحتواء الأزمة، عبر تعيين عبد الله بولغماير منسقاً لدائرة أكاديرالمدينة، وعبد الله المسعودي منسقاً لدائرة جماعات إداوتنان، غير أن هذه الخطوة لم تؤدِّ إلى تهدئة الأوضاع، بل خلقت ديناميات جديدة داخل الحزب، خاصة مع عودة رشيد بوخنفر للواجهة بعد الإطاحة به سابقاً. وفي هذا السياق، تثار تساؤلات حول موقف عبد الله المسعودي وما إذا كان يناور ضد أشنكلي، وربما حتى ضد أخنوش نفسه، خاصة أن إعادة بوخنفر إلى المشهد قد تكون مؤشراً على تحولات غير متوقعة داخل "الأحرار" بسوس. فالمسعودي، الذي كان في السابق محسوباً على جناح أشنكلي، قد يجد نفسه مضطراً لإعادة تموقعه في ظل التغيرات الحاصلة، خصوصاً إذا استشعر أن نفوذ المنسق الجهوي كريم أشنكلي بدأ في التراجع لصالح تيارات أخرى داخل الحزب. ومع احتدام الصراعات الداخلية داخل عش الحمامة بسوس، يبقى السؤال مفتوحاً حول مدى قدرة أخنوش على ضبط توازن القوى داخل تنظيمه بسوس، أم أن التجاذبات ستستمر إلى غاية الاستحقاقات المقبلة؟ الوسوم أخنوش عزيز المغرب انقسام جهة سوس ماسة حزب الأحرار