في اجتماع لهم، أمس الأربعاء، أكد رؤساء أركان دول المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إيكواس" عزمهم استعادة الديمقراطية في النيجر، مهما كانت التحديات التي ستواجههم، وذلك بعد الانقلاب الذي قاده رئيس وحدة الحرس الرئاسي، الجنرال عمر عبد الرحمن تياني، للإطاحة بنظام الرئيس محمد بازوم. ووفق ما نقله موقع قناة الجزيرة الإخبارية، فقد صرح رئيس الأركان النيجيري، كريستوفر موسى، بأن الانقلاب في جمهورية النيجر يتطلب اهتمامًا واستجابة مشتركة، مشددًا على ضرورة مواجهته عن طريق الاستفادة من عزيمتهم الجماعية، مؤكدا أن الأحداث في النيجر أثرت على جميع دول غرب إفريقيا بشكل سلبي. وفي ذات السياق، أكد ذات المصدر أن وفد من إيكواس وصل إلى النيجر لعقد مفاوضات مع قادة الانقلاب الذين استولوا على السلطة الأسبوع الماضي، وصرح عبد الفتاح موسى، مفوض إيكواس للشؤون السياسية والسلام والأمن، في تصريح لوسائل الإعلام أن التدخل العسكري في النيجر سيكون الخيار الأخير المطروح. وكانت إيكواس أكدت استعدادها لفرض عودة الرئيس المخلوع بازوم إلى السلطة، وإن لزم ذلك تدخلاً عسكريًا، ومهلت الانقلابيين أسبوعًا للعودة إلى ثكناتهم. من جهة أخرى، أعلن الممثل الأممي الخاص لغرب افريقيا والساحل، ليوناردو سانتوس سيماو، أن عدداً من دول إيكواس يستعدون لاستخدام القوة في النيجر إذا لزم الأمر. وأشار إلى أن الجميع يعطي الأولوية للجهود السلمية لحل هذه المشكلة. بدورهما أعلن المجلسين العسكريين الحاكمين في بوركينا فاسو ومالي دعمهما لقادة الانقلاب، وأكدا أن أي تدخل خارجي لإعادة الحكومة المخلوعة سيعتبر إعلاناً للحرب، الأمر الذي يشير إلى تكون تحالف جديد قد يتشكل في مواجهة بقية دول التكتل البالغ عددها 15 دولة. وعلى الصعيد الدولي، أعلنت الخارجية الروسية أمس الأربعاء أن التهديد باستخدام القوة ضد منفذي الانقلاب في النيجر "لن يسهم في تسوية الصراع"، ودعت إلى تنظيم "حوار وطني" لضمان سيادة القانون. وفي سياق مماثل، طالب وزير الخارجية الإيطالي، أنطونيو تاياني، باستبعاد أي تدخل عسكري غربي في النيجر، لأنه سيعتبر استعمارًا جديدًا، مؤكدًا أهمية العمل لضمان الدبلوماسية واستعادة الديمقراطية في البلاد. هذا وعبرت حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا عن رفضها للتدخل الخارجي في شؤون النيجر ومحاولات جر البلاد إلى الفوضى، حيث حذرت في بيان من أن ذلك سيزيد من خطورة الأزمة ويقوض أمن البلاد ودول المنطقة المجاورة لها.