أعلن الكولونيل، في جيش النيجر، أمادو عبد الرحمن، على التلفزيون الرسمي، أمس الجمعة، أن الجنرال عبد الرحمن تياني، رئيس الحرس الرئاسي الذي أطاح بالرئيس، هذا الأسبوع، أصبح الآن حاكماً للبلاد، مضيفاً أنه جرى تعليق العمل بالدستور. ودافع تياني عن الانقلاب قائلاً إن الجنود أقدموا على ذلك لحماية الأمن القومي. وأكد تياني أن الجنود استولوا على السلطة بسبب تدهور الأمن. كما انتقد عدم وجود "تعاون حقيقي" مع الحكومتين العسكريتين في مالي وبوركينا فاسو فيما يتعلق بمكافحة المتمردين. وقال إن "الواقع القاسي المتمثل في انعدام الأمن في النيجر، الذي تعانيه قوات دفاعنا والسكان الكادحون، بما يحدثه من أعمال قتل وتشريد وإذلال وإحباط، يُذّكرنا يومياً بهذه الحقيقة الواضحة". وأضاف تياني: "أي معنى يكمن في النهج الأمني لمكافحة الإرهاب الذي يستبعد أي تعاون حقيقي مع بوركينا فاسو ومالي، مع أننا نتشاطر منطقة ليبتاكو – جورما، حيث تتركز معظم أنشطة الجماعات الإرهابية التي نحاربها". وقال جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي في بيان، إن "أي انهيار في النظام الدستوري ستكون له عواقب على التعاون بين الاتحاد الأوروبي والنيجر بما في ذلك التعليق الفوري لكل الدعم الخاص بالميزانية". وقالت كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأمريكي، إن التعاون مع حكومة النيجر يتوقف على "التزامها المستمر بمعايير الديمقراطية". كما قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه مستعد لدعم فرض عقوبات على مرتكبي الانقلاب "الخطير"، بعد أن قالت وزيرة الخارجية الفرنسية إن انتزاع السلطة ليس نهائياً فيما يبدو. وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان بعد ظهور تياني عبر شاشات التلفزيون: "فرنسا لا تعترف بالسلطات التي أفرزها الانقلاب بقيادة الجنرال تياني". وقال مسؤولون في الأممالمتحدة، أمس، إن المنظمة الدولية ما زالت تقدم المساعدات الإنسانية في النيجر، لكن مسؤوليها هناك لم يجروا أي اتصال بالجيش في أعقاب الانقلاب. وقال تياني: "أطالب أيضاً الشركاء (...) وأصدقاء النيجر بأن يتفهموا الوضع الخاص لبلدنا وبأن يقدموا كل الدعم اللازم لمساعدتها في التغلب على التحديات التي تواجهها". وحذر الكولونيل أمادو عبد الرحمن، أمس الجمعة، من عواقب أي تدخل عسكري أجنبي قائلاً إنه سيؤدي إلى حدوث مذابح للسكان وفوضى. ونشرت "رابطة الضباط من أجل الأمن الدولي" التي تعتبرها الولاياتالمتحدة واجهة لمجموعة فاغنر في جمهورية أفريقيا الوسطى، تسجيلاً صوتياً نسبته لزعيمها يفغيني بريغوجين، مساء الخميس، يؤكد فيه أن محاولة الانقلاب في النيجر "كفاح ضد المستعمرين". وقال بريغوجين: "الشعب يعاني. ومن هنا يأتي الحب لشركة فاغنر الخاصة، ولكفاءة فاغنر، لأن ألف مقاتل من فاغنر قادرون على فرض النظام والقضاء على الإرهابيين". وفي السياق، قالت صحيفة "لوسوار دالجيري"، الناطقة بالفرنسية في الجزائر، إن الإمارات العربية المتحدة قد يكون لها دور في محاولة الانقلاب. وأوضحت الصحيفة أن الأنظار متجهة إلى السفير الحالي للنيجر في الإمارات، والذي كان حسبها يشغل منصب رئيس أركان الجيش قبل أن تتم إقالته من قبل الرئيس محمد بازوم. وأبرزت الصحيفة أن وجود قائد الأركان السابق لجيش النيجر في الإمارات قد يكون منحه "الجرأة" ليقلب الطاولة على بازوم خاصة إذا تم دعمه من مسؤولين كبار في أبو ظبي، على حد وصفها.