AFP أعلن قائد الجيش في النيجر، الخميس، أنه يؤيد انقلاب القوات التي أعلنت استيلاءها على السلطة في البلاد بعد اعتقالها الرئيس المنتخب محمد بازوم. وقال بيان وقعه رئيس أركان القوات المسلحة في النيجر، عبده صديقو عيسى، إن "القيادة العسكرية للقوات المسلحة في النيجر قررت الموافقة على إعلان قوات الدفاع والأمن من أجل تجنب مواجهة دامية بين مختلف القوات". * ما هي الواهايا التي "يتزوج" من خلالها المسلمون في النيجر بالخامسة؟ * انقلاب غينيا: هل زادت وتيرة الانقلابات العسكرية في إفريقيا؟ وكان عدد من عناصر الحرس الرئاسي في النيجر قد أعلنوا، عبر التلفزيون الرسمي الأربعاء، عزل الرئيس محمد بازوم واحتجازه وإغلاق حدود البلاد الواقعة غرب أفريقيا. وقال الجنود إنهم حلوا الدستور وعلقوا عمل جميع المؤسسات في البلاد. وفي الإعلان التلفزيوني يوم الأربعاء، قال الكولونيل الميجور أمادو عبد الرحمن، مع تسعة جنود آخرين يرتدون زيا عسكريا، "نحن قوات الدفاع والأمن... قررنا إنهاء النظام الذي تعرفونه". * أعنف غارات تشهدها النيجر من قبل جهاديين محتملين * الملل: كيف يتغلب الناس على الشعور به في الثقافات المختلفة؟ ردود فعل ودعت الأممالمتحدة، الخميس، إلى الإفراج فورا عن رئيس النيجر وإعادة النظام الدستوري إلى البلاد. وقال منسق حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، فولكر تورك، في بيان: "أشعر بالصدمة والحزن إزاء محاولة الانقلاب العسكري في النيجر، وأدينها بأشد العبارات. يجب بذل كل الجهود لاستعادة النظام الدستوري وسيادة القانون". وأضاف: "يجب الإفراج الفوري وغير المشروط عن الرئيس محمد بازوم وضمان أمنه، كما يجب إطلاق سراح أعضاء حكومته المحتجزين تعسفيا وأقاربهم فورا، ودون شروط مسبقة". وتابع: "إنني أحث جميع الجهات الفاعلة على الامتناع عن العنف، واحترام الحقوق والحريات الأساسية للجميع. من مصلحة جميع شعب النيجر أن يتم الحفاظ على المكاسب الديمقراطية الهامة التي تحققت في السنوات الأخيرة". وتعد الدول غير الساحلية في منطقة الساحل بغرب أفريقيا من أفقر دول العالم وأقلها استقرارا. ويعد الرئيس بازوم، البالغ من العمر 63 عاما، واحدا من القادة الموالين للغرب في منطقة الساحل، حيث أدى تمرد جهادي هائج إلى انقلابات ضد رؤساء منتخبين في مالي وبوركينا فاسو. في غضون ذلك، حثت روسيا أيضا على الإفراج السريع عن رئيس النيجر. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، في بيان: "نعول على الإفراج السريع عن الرئيس بازوم من قبل الجيش"، ودعت "جميع أطراف النزاع إلى الامتناع عن استخدام القوة، وإلى حل جميع الخلافات من خلال الحوار السلمي والبناء". كما قالت الصين إنها "تتابع عن كثب" التطورات في النيجر. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية "ماو نينغ" في بيان صحفي: "تدعو الصين الأطراف المعنية في النيجر إلى العمل من أجل المصالح الأساسية للبلاد وشعبها، وحل خلافاتهم سلميا من خلال الحوار، واستعادة النظام الطبيعي في أقرب وقت ممكن، وحماية السلام والاستقرار والتنمية في البلاد". وفي وقت سابق، عبرت وزارة الخارجية الألمانية عن قلقها البالغ مما يجري في النيجر. ونددت الوزارة بمحاولة الانقلاب، التي نفذتها عناصر من الجيش لتغيير النظام الديمقراطي الدستوري للدولة. وقالت الوزارة في بيان إن "العنف ليس وسيلة لفرض مصالح سياسية أو شخصية"، كما دعت إلى الإفراج الفوري عن الرئيس محمد بازوم. وكان وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، قد نقل "دعم واشنطن الثابت" في اتصال هاتفي مع بازوم. كما أصدرت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إيكواس" بيانا وصفت فيه الأحداث في النيجر بأنها "محاولة انقلاب"، وقالت إنها "تدين بأشد العبارات محاولة الاستيلاء على السلطة بالقوة". وقالت إن المجموعة ستحمّل المتورطين في ذلك المسؤولية. وأدان منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، الاضطرابات. جهود وساطة من جهة أخرى أفادت تقارير بأن رئيس دولة بنين، باتريس تالون، قد وصل الخميس إلى النيجر لإجراء محادثات مع المتمردين. وقال تقرير لتلفزيون بنين: "بقيادة رئيس بنين، لم يُضِع وفدُ المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) الوقتَ للدخول في مفاوضات مع زعيم المتمردين منذ وصوله إلى نيامي". وأضاف التقرير أنه من المتوقع أن يجري تالون محادثات وجها لوجه مع قائد الانقلاب، ويدعو الجنود إلى الحفاظ على النظام الدستوري. وتفيد تقارير بأن الجنرال "عمر تشياني" هو من يقود الانقلاب في النيجر. ورفض رئيس النيجر، الذي يحتجزه عسكريون في نيامي، ووزير خارجيته حسومي مسعودو – الخميس - الانقلاب الذي شهدته النيجر، وأكدا في رسالتين منفصلتين أنهما لا يزالان يمثلان السلطات الشرعية في البلاد. وقال بازوم في رسالة عبر خدمة "إكس" المعروفة سابقاً ب"تويتر"، "ستُصان المكتسبات التي حققت بعد كفاح طويل. كل أبناء النيجر المحبين للديموقراطية والحرية سيحرصون على ذلك". من جهته، قال وزير الخارجية ورئيس الحكومة بالوكالة حسومي مسعودو: "نحن السلطات الشرعية والقانونية". وأضاف أن "السلطة القانونية والشرعية هي التي يمارسها رئيس النيجر المنتخب محمد بازوم" الذي يحتجزه حالياً عسكريون انقلابيون في مقرّ الرئاسة في نيامي. وأضاف أن بازوم "بصحة جيدة". وكانت دولتان مجاورتان للنيجر، مالي وبوركينا فاسو، قد شهدتا انقلابات أثارتها انتفاضات جهادية في السنوات الأخيرة. وتتصارع النيجر مع حركات تمرد إسلامية، واحدة في منطقة جنوب غربي البلاد، والتي اجتاحت من مالي المجاورة في عام 2015، والأخرى في منطقة جنوب شرقي البلاد، وتضم جهاديين متمركزين في شمال شرقي نيجيريا. وتنشط الجماعات المسلحة المتحالفة مع كل من القاعدة والدولة الإسلامية في البلاد. وشهدت النيجر أربعة انقلابات منذ الاستقلال عن فرنسا في عام 1960، فضلا عن العديد من محاولات الانقلاب. ويعد الرئيس بازوم، الذي انتخب بطريقة ديمقراطية عام 2021، حليفا وثيقا لفرنسا. وكان آخر انقلاب شهدته البلاد في فبراير/شباط 2010 ، الذي أسفر عن الإطاحة بالرئيس آنذاك مامادو تانجا.