لا يدع المعطي منجب أي فرصة تمر دون أن يحشر "كرموصته في الشريط"، كما يقول المثل الشعبي الدارج. فالرجل يهيم على وجهه في موقع فايسبوك بحثا عن تدوينة أو تغريدة شاردة في اليمن أو في الهند والسند ليتفاعل معها، ويعيد نشرها بكثير من التشفي، خصوصا إذا كانت تتعلق بالمغرب. فالمعطي منجب وجد ضالته أخيرا في تدوينة للناشطة اليمنية توكل كرمان نقلت فيها تصريحات منسوبة لعائلة توفيق بوعشرين، تدعي فيها بأن صحة هذا الأخير تدهورت خلال قضاء عقوبته السالبة للحرية. ورغم أن الناشطة اليمنية المذكورة لم تتدخل في الجرائم الجنسية المنسوبة لتوفيق بوعشرين، ولم تناقش مدى شرعية حبسه وإدانته، وإنما اكتفت فقط بنقل مزاعم أسرته، إلا أن المعطي منجب اعتبر هذا النشر الافتراضي بمثابة "التفاتة طيبة من سيدة حائزة على نوبل للسلام". لكن ما يجهله المعطي منجب هو أن الناشطة اليمنية استنكفت عن التضامن المبدئي مع توفيق بوعشرين في جرائمه الجنسية، لأنها امرأة تحترم حقوق الضحايا من نفس جنسها، ولأنها لا يمكن أن تتضامن بدون شروط مع شخص مدان بجرائم جنسية. وكل ما فعلته توكل كرمان هو أنها أعادت نشر تصريحات عائلة توفيق بوعشرين، بدون تصرف وبكل تجرد، وبنت عليها موقفا إنسانيا في الشق الصحي للمعني بالأمر، ولم تقدم على التضامن اللامشروط الذي يروج له المعطي منجب في كل الاعتداءات الجنسية التي تورط فيها أصحابه وحوارييه. والناشطة توكل كرمان بنشرها لهذه التدوينة إنما تحرج المعطي منجب ومن معه، لأنها لم تقل أنه بريء أو مدان سياسيا ولا مضطهدا بسبب مهنته الصحافية، وإنما اكتفت بترديد مزاعم أسرته وأسست عليها موقفا يطالب بتوفير الخدمات الصحية لشخص مسجون، بصرف النظر عن جرائمه وإدانته. وليس المعطي منجب وحده من يتسكع شاردا في شبكات التواصل الاجتماعي، بل هناك سيدة جعلت من قضية زوجها سليمان الريسوني منصة لرجم كل من يدافع عن ضحايا الاغتصاب وهتك العرض وغيرها من الاعتداءات الجنسية. فالسيدة تتصيد التدوينات والتغريدات في الفايسبوك لمهاجمة المحامين الذين يدافعون عن الضحايا، رغم انتفاء صفتها ومصلحتها في هذا الهجوم! فزوجة سليمان الريسوني هاجمت المحاميان الكلاع وكروط بسبب دفاعهما عن ضحايا توفيق بوعشرين، رغم أنها غير معنية بالقضية، باستثناء قاسم مشترك بينهما هو أن زوجها وتوفيق بوعشرين متابعان معا باعتداءات جنسية أحدهما على الذكور والثاني على الإناث.