ناقش خبراء في لقاء نُظم، اليوم الخميس، بقصر المؤتمرات بمراكش، الدور السوسيو اقتصادي للقطارات الفائقة السرعة عبر العالم، وتدارسوا تحدياتها وأدوارها الناجعة في مواجهة تطورات حاجيات التنقلات المستدامة. وأكد المشاركون في جلسة نظمت، تحت عنوان :"الوتيرة السوسيو الاقتصادية القطارات فائقة السرعة.. أداة للتطور ورفع تحديات"، المنظمة على هامش أشغال الدورة 11 للمؤتمر العالمي للسرعة الفائقة السككية، أن هذه التكنولوجيا، تساهم بشكل فعال في إعداد وتثمين المجالات الترابية والانتقال الطاقي وتشجيع الرواج السياحي، مشددين على ضرورة ابتكار معدات جديدة والمحافظة على الطاقة. وأوضح المشاركون، أن البراق غيّر الكثير على المستويين الاجتماعي والاقتصادي بالنسبة للمملكة المغربية كونها أول دولة أفريقية تنجز هذا المشروع المكلف، مشددين على أن النقل السككي السريع ليس حكرا على الدول المتقدمة فقط. بدوره ثمّن كريم غلاب وزير البنية التحتية والنقل الأسبق خلال مداخلته، الدور الريادي الذي يلعبه المغرب في المجال السوسيو اقتصادي داخل القارة الأفريقية، والمتمثل في اختيار تقنية السرعة الفائقة للدفع بمنظومة النقل الوطني إلى الأمام. وأضاف غلاب، أنه وبالرغم من التكلفة العالية لإنجاز مشاريع تقنية السرعة العالية إلا أن تجربة البراق أبرزت أن المغرب كان صائبا، ويمكن لدول أخرى تطوير نظام النقل بنفس المنهج الذي اتبعه المغرب للنهوض بقطاع النقل وخصوصا السككي. وأردف غلاب أن النجاح الكبير لتجربة "البراق" في المغرب، أحد حوافز الاستمرار لتنزيل المرحلة الموالية للمخطط المديري للمكتب الوطني للسكك الحديدية والمتمتلة في تمديد الشبكة الوطنية ذات السرعة الفائقة، ليصبح طول الخطوط فائقة السرعة أكثر من 800 كلم مما سيعزز من تموقع النمط السككي كعمود فقري للتنقل المستدام بالمملكة المغربية. من جانبه، أوضح ليون سوليه، الرئيس التنفيذي لشركة Siemens Turnkey، أن اعتماد الخطوط العالية السرعة الفائقة ستساهم بشكل جيد في تقليص المسافة و الزمن، وسيحسن لامحالة من النموذج الاقتصادي. وتابع بالقول يجب ربط السكة الحديدية بوسائل أخرى لتشجيع قطاع النقل عبر العالم. وبخصوص التحديات التي يمكن ان تواجه هذا النموذج الاقتصادي، أوضح كورودا، مدير مكتب باريس McKinsey & Company، أنه لا يمكن التنبأ بما سيكون في المستقبل، لكن يجب علينا التأقلم مع التغيرات الاقتصادية لضمان سوق نقلٍ قادر على المنافسة. وتجدر الإشارة إلى أن برنامج مؤتمر السرعة الفائقة لسنة 2023 بالمدينة الحمراء، والذي ينظمه، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، المكتب الوطني للسكك الحديدية، بشراكة مع الاتحاد الدولي للسكك الحديدية، تضمن العديد من الموائد المستديرة والجلسات، تناولت مواضيع تتعلق بالمجال السككي.