أكد المدير العام للاتحاد الدولي للسكك الحديدية، فرونسوا دافين، اليوم الأربعاء بالرباط، على أهمية التحول في وسائل النقل في جهود مكافحة الاحتباس الحراري. وأشار دافين في كلمة خلال افتتاح الندوة الثانية للقطار فائق السرعة بالمغرب، إلى أن التحول في وسائل النقل يقتضي تحفيز الإقبال على خدمة النقل السككي والنقل العمومي بصفة عامة، وتحديد الطريقة المثلى لجعل النقل السريع قادرا على تحقيق هذا المسعى، والمتمثلة بحسب رأيه في تخفيض الكلفة. وأضاف أن استخدام القطارات يخفض الكلفة الطاقية بثمان مرات مقارنة بوسائل النقل الأخرى ويشغل فضاء أقل، وهو ما يعد ذا أهمية كبيرة في الوقت الراهن بالنظر للزيادة التي يعرفها عدد سكان المدن. كما اعتبر أن الجدوى الاقتصادية تنبع، أيضا، من كون خدمة النقل السككي قابلة للتحسين بشكل مستمر اعتمادا على نفس البنيات التحتية المتوفرة. وأوضح أن التحول في استخدام وسائل النقل يؤدي إلى تخفيض الانبعاثات الكربونية بمقدار مائتي ألف طن، ويساهم في تقليل عدد السيارات التي تجوب الطرقات وعدد حوادث السير، ويغير علاقة المستخدمين بالنقل السككي والعمومي، مشيرا إلى أنه وبفضل خط القطار فائق السرعة، ارتفعت وتيرة الإقبال على خطوط النقل السككي العادية. إضافة إلى ذلك، أبرز دافين أن التجربة المغربية أثبتت قدرة المملكة، بالشراكة مع الشركة الوطنية الفرنسية للسكك الحديدية، على مواجهة التحدي التكنولوجي الهائل الذي فرضته إقامة خط القطار فائق السرعة، وإثبات إمكانية الاستفادة من أحدث التقنيات التي يتطلبها هذا النوع من المشاريع، لاسيما أنظمة التشوير الحديثة والبنيات المعقدة. واعتبر أنه من ناحية الجدوى الاقتصادية، ساهم خط القطار فائق السرعة في رفع حركة النقل السككي بشكل فاق التوقعات وأثبت فاعليته كخدمة أساسية وليس مجرد مشروع باهظ الكلفة. وتشكل الندوة الثانية حول « القطار فائق السرعة +البراق+، رافعة التحولات متعددة الأوجه » التي تنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، من قبل المكتب الوطني للسكك الحديدية وبشراكة مع الاتحاد الدولي للسكك الحديدية، مناسبة لعرض حصيلة سنة كاملة من دخول البراق للخدمة باعتباره وسيلة نقل مستدامة، وأيضا لعرض تجارب بلدان أخرى في هذا المجال.