تحت شعار :" ترشيد استعمال مياه الري ببني اعياط وسبل الحفاظ على البيئة الطبيعية" ، وبشراكة مع المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لتادلة ازيلال نظمت جمعية تكريت لمستعملي المياه المخصصة للأغراض الزراعية بمنطقة الري الكبير والمتوسط ايت ايحي بني اعياط، بمدرسة ايت ايحيا يوم الثلاثاء 13 يوليوز الجاري ، يوما دراسيا فلاحيا حضره رئيس المجلس القروي لبني اعياط بالنيابة السيد إبراهيم باخوش وشيخ الزاوية الإبراهيمية البصيرية مولاي إسماعيل بصير وعدد من مهندسي ومؤ طري مركز الاستثمار الفلاحي ، إضافة الى مختلف الفعاليات الجمعوية المحلية والفلاحين من أبناء المنطقة بكاملها.. استهلت المناقشة بكلمة تقديمية وترحيبية من طرف رئيس جمعية تكريت السيد اساكا حميد - رئيس الجلسة- الذي اعتبر هذه اليوم " محطة انطلاق للنهوض بمنطقة بني اعياط عامة وايت ايحيا خاصة في مجال عقلنة وترشيد المياه بالمنطقة" محملا كامل المسؤولية لجميع المتدخلين في الشأن الفلاحي ، و مضيفا أن " هدفنا الأساسي هو انخراطنا الفعال في بناء مغرب فلاحي جديد". انتقلت الكلمة بعد ذلك إلى رئيس فدرالية جمعيات مستعملي المياه للأغراض الزراعية لتادلة ، الذي ذكر من جهته بجملة من الأهداف التي تعمل الفدرالية على بلورتها وتحقيقها من قبيل : تأطير الجمعيات جميعها في المجال الفلاحي ومستجداته والسهر على التدبير التشاركي لمياه الري والمساهمة في استصلاح وترميم قنوات الري ومتابعة مختلف المشاريع المرتبطة بها ، إضافة إلى الدفاع عن مصالح وحقوق الفلاحين لدى المؤسسات الوطنية.. كما ذكر أيضا ببعض المنجزات التي حققتها الفدرالية منذ تأسيسها إلى الآن ، خاصة حيازتها على العضوية بمقعدين في الغرفة الفلاحية وكذا التمثيلية في وكالة حوض أم الربيع، دون إغفال ازدياد عدد الجمعيات الفلاحية المنخرطة فيها والذي وصل إلى ما يزيد عن 65 جمعية على صعيد الجهة . في حين ركزت كلمة رئيس المجلس الجماعي بالنيابة على تقديم الشكر أولا للجمعية على هذه المبادرة التي تحمل صبغة خاصة والتي تأتي في إطار " وعي الجمعية ومعها الساكنة بأهمية هذا المورد الطبيعي" مشيرا إلى أن "المجلس بكل مكوناته له كامل الاستعداد للتعاون الدائم والمستمر مع جميع الجمعيات والمنظمات عامة والفلاحية خاصة في سبيل تنمية مختلف تراب جماعة بني اعياط". أما مداخلة احد مؤطري المركز الجهوي للاستثمار الفلاحي فقد أشار فيها بضرورة اعتماد المقاربة التشاركية لتدبير مياه الري، معبرا عن '' طموحه وآماله أن تظهر نتائج هذه اليوم الدراسي قريبا في المنطقة" ومعتبرا أن '' الدائرة السقوية بالجهة لها قوتها مقارنة بباقي مناطق البلاد". انطلقت بعد ذلك العروض المبرمجة في هذا اليوم الدراسي بالعرض الأول الذي تقدم به السيد العكالي محمد احد مهندسي ومؤ طري مركز الاستثمار الفلاحي ، والذي استهله بالإشارة إلى أن" ضرورة الاستعانة بالتقنيات الحديثة المقتصدة للماء" جاءت نتيجة " ظهور الحاجة لعقلنة مياه الري في السنوات الأخيرة وجراء ضياع المياه بكثرة بسبب الخصاص الحاصل في المياه السطحية ، الشيء الذي أدى إلى الاعتماد على مياه الفرشة المائية" مذكرا أن '' تكلفات أنظمة الري الحديثة سواء الري السطحي أو الري بالتنقيط أو الري بالرشاشات مختلفة تبعا لطبيعة ونوعية هذا النظام أو ذاك" ، ومشيرا يضا إلى أن " الدولة ( القرض الفلاحي) وضعت أنظمة تحفيزية مالية لتحفيز الفلاحين حسب قدراتهم لحل مشاكل الري لديهم من خلال شراء تجهيزات الري اللازمة وتبسيط المساطر الإدارية للحصول على الدعم المالي" وهذا يتناغم مع " البرنامج الوطني لاقتصاد الماء الذي تبنته الدولة في جهة تادلة بسبب ضعف وثيرة استعمال التقنيات الحديثة في الري بها". أما العرض الثاني الذي تقدم به مهندس الدولة في البيئة عبد العزيز رشيد ، فقد ركز فيه حول رصد وتتبع الفرشة المائية و التأثيرات التي تعرضت لها منذ سنوات، باعتماد نتائج الدراسات والأبحاث التي يقوم بها المكتب الجهوي منذ 1995 حيث أحدث مرصد لمتابعة الفرشة المائية والبيئة بالجهة.. ولعل من أهم إشكاليات البيئة بالمنطقة برمتها: ارتفاع ملوحة التربة وتشبعها الكبير بالصوديوم وتدهور خصوبة التربة وارتفاع ملوحة المياه الجوفية مع تلوثها بمادة النترات .. كلها أمور دفعت المكتب إلى رصد وتتبع جودة ونوعية المياه الجوفية بتادلة من خلال القيام بتحاليل مخبرية دائمة ومستمرة للماء بمعدل ست مرات في السنة وأخرى للتربة بمعدل مرتين في السنة، وذلك بجلب عينات التربة والماء وتحليلها داخل المختبر ثم إنشاء خرائط تعكس جودة المياه والتربة وتهيئ مذكرة حول حالة الموارد الطبيعية وبالتالي نشر النتائج النهائية للتحاليل. فتح باب المداخلات التي وصلت إلى ما يزيد عن 17 مداخلة تمحورت أهمها حول ما يلي : - اعتبار هذا اليوم الدراسي مبادرة مميزة وتواصلية يجب أن تكرر وانه فرصة لترسيخ الوعي الفلاحي لدى الفلاحين من أبناء المنطقة. - ضرورة البحث عن حل لمشكل تسويق المنتجات الفلاحية المحلية. - المنطقة لها من المؤهلات والموارد الكافية ما يمكنها من خلق مشاريع وبرامج فلاحية في إطار مخطط المغرب الأخضر . - ضرورة تبسيط مساطر التواصل وتكثيف آلياتها بين الفلاحين ومركز الاستثمار الفلاحي الجهوي. - ضرورة العمل على إقامة سدود تلية بمنطقة بني اعياط لتجميع المياه وضمانا لعدم ضياعها. - ضرورة توفير الدعم المالي الكافي والمناسب للفلاح الصغير والمتوسط بالخصوص وإعطائه كل حقوقه الكاملة( التغطية الصحية نموذجا) بدلا من الاقتصار على محاسبته ومتابعته وتثقيل كاهله بالديون.. محملين الدولة كامل المسؤولية لما آلت إليه أوضاع الفلاحين بالمنطقة عموما. - ضرورة الاستمرار في تحسيس الفلاحين بأهمية المحافظة على الماء والبيئة. - ضرورة الانفتاح اكثر على خدمات المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي.. واختتم اليوم الدراسي بإقامة حفل غذاء على شرف جميع الحاضرين. نورالدين حنين/ المراسل