تم أمس الخميس بإفران، تقديم مشروع لتدبير طلب الماء في حوض السايس يتوخى التقليص من الضغوط الممارسة على المياه الجوفية المستغلة بإفراط، وذلك في إطار لقاء نظمته مجموعة البحث حول الماء والبيئة التابعة لجامعة الأخوين. ويروم هذا المشروع، الذي يأتي بمبادرة من جامعة أخوين ووكالة الحوض المائي لسبو ومركز الأبحاث للتنمية الدولية بكندا، بالأساس، التقليص من الآثار والضغوط على الموارد المياه الجوفية بهضبة سايس وإرساء مقاربة تقوم على الطلب لضمان تدبير مندمج ومستدام لها. وتتعرض الموارد المائية الجوفية لحوض سايس، حسب وكالة الحوض المائي لسبو، لاستغلال مفرط منذ بداية ثمانينيات القرن الماضي بسبب تناقص التساقطات المطرية والزيادة الهامة في المياه المستخرجة لأغراض الري والتزود بالماء الصالح للشرب. وأوضح المصدر ذاته أنه "أمام هذا الوضع ولمواجهة الخطر الجسيم لجفاف الخزان المائي لهضبة سايس، لابد من التصرف سريعا للحفاظ على وضع التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمنطقة عبر إعداد مخطط يضمن توازن الفرشة". وتشمل الأعمال المبرمجة في المشروع، على الخصوص، تطبيق نموذج لتوقعات إعادة تعبئة الفرشة يدمج علمي المناخ وجيولوجيا المياه، وإنجاز أبحاث تقنية، وإجراءات مؤسساتية وأعمال اجتماعية، وتكوين تأطيري يضمن استعمالا اقتصاديا ومتوازنا للماء في هضبة سايس، فضلا عن إحداث جمعيات لمستعملي المياه الزراعية لتأطير وتعزيز قدرات الفلاحين. ويعتبر العديد من الخبراء المغاربة في مجال الماء أن عدة مؤشرات متابعة تظهر أن حالة الاستغلال المفرط لمياه الهضبة، خاصة تراجع إمدادات المياه للفرشة بسبب انخفاض التساقطات في المنطقة بعشرين بالمائة في منطقة التزويد، وجفاف عدة عيون ووديان كانت توظف في التزود بالماء الصالح للشرب والري، فضلا عن تزايد الاستخراج عبر المضخات في الفرشات بحوالي 10 آلاف بئر وحفرة في الهضبة. ويمول مشروع تدبير طلب الماء في حوض السايس، الذي سيتم إنجازه على مدى 36 شهرا، مركز الأبحاث للتنمية الدولية ووزارة التنمية الدولية بالمملكة المتحدة.