انطلقت زوال يوم الجمعة 28 يونيو الحالي أشغال الجمع العام الواحد والسبعون للتعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية، تحت شعار « قرن من الوفاء للتعاضد : إنجازات وطموحات مستقبلية«، والتي ستمتد ما بين 28 و30 يونيو 2019 ببين الويدان إقليمأزيلال (جهة بني ملال- خنيفرة). وفي بداية أشغال هذا اللقاء رحب عبد الرحمان العسري، رئيس جماعة بين الويدان بجميع المشاركين والمشاركات في فعاليات الندوة الدراسية المنظمة حول التعاضد والحق في الصحة والممارسة الثقافية والفنية والرياضية، كما تقدم بشكره الخاص للتعاضدية لموظفي الإدارة العمومية على اختيارها هذا الإقليم الغني بثراوته الطبيعية والثقافية رغم ضعف الطاقة الاستيعابية وقلة المؤسسات السياحية بالمنطقة لتنظيم هذه الندوة الدراسية التي ستكون لها لا محالة نتائج إيجابية على المستوى التعاضدي لفائدة المنخرطين والمستفيدينمن الخدمات الجليلة التي تسديها لهم التعاضدية. ودعا العسري المشاركات والمشاركين في هذه التظاهرة إلى اغتنام الفرصة لاكتشاف المؤهلات الطبيعية والثقافية الجذابة التي يزخر بها الإقليم كبحيرة بين الويدان، شلالات أوزود، إمينفري وأيت بوكماز، وكذا الوقوف على الدينامية التي يعرفها الإقليم في مجال التنمية المستدامة، والتي ترتكز بالخصوص على الفلاحة والسياحة والصناعة التقليدية، وستلاحظون بأنفسكم الأوراش الكبرى المفتوحة بتظافر الجهود المبذولة في مجال التنمية من طرف جميع المتدخلين من سلطات ومنتخبين ومختلف القطاعات الحكومية. وأشاد رئيس جماعة بين الويدان بإنجازات التعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية بإقليمأزيلال، ومن سبيل هذه الانجازات ذكر بناء وتجهيز مقر فرع أزيلال الشيء الذي يجسد سياسة القرب تنفيذا للتعليمات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده. وفي تصريح خص به الجريدة، قال عبد المولى عبد المومني، رئيس المجلس الإداري للتعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية MGPAP، إن اختيار تنظيم الجمع العام للتعاضدية بإقليمأزيلال الذي يزخر بمناطر طبيعية خلابة، غير أنه يفتقد لمجموعة من المرافق خاصة المرافق الصحية، مضيفا أن التعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية تنظر إلى منخرطيها على قدم المساواة، مستحضرا التوجهات التي نادى بها صاحب الجلالة نصره الله في تقريب الخدمات وتفعيل الجهوية على أرض الواقع.
وأضاف عبد المومني أن التعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية اختارت توجيه مجموعة من الرسائل من خلال ندوتين سيتم تنظيمهما بالموازاة مع الجمع العام للتعاضدية العامة، تتناول الأولى إشكالية « الحق في الصحة وأي دور للحركة التعاضدية»، فيما تعالج الثانية « دور الثقافة والفنون والرياضة في الحماية الاجتماعية»، وذلك بمشاركة عدد من الفعاليات الحقوقية والثقافية والفنية والرياضية، والخبراء والجامعيين . وشدد عبد المومني على أن من حق ساكنة المناطق الاستفادة من الرعاية الصحية وتقريب المرافق الصحية إليهم، وهذا ليس إحسانا أو صدقة و إنما هو حق هؤلاء، موضحا أن التعاضدية العامة موجودة منذ أكثر من 71 سنة، وأنها تتميز بالحكامة في تسيير شؤونها، وأن التعاضدية تحتفل بمرور قرن على تواجد الفعل التضامني بالمغرب، فأول تعاضدية أسست بالمغر ب كانت سنة 1919 وهي تعاضدية الأمن الوطني، مؤكدا أن ثقافة المغاربة هي ثقافة التآزر والتعاون الذي كان ولا يزال متأصلا لدى مكونات الشعب المغربي. كما عرفت فعاليات الجلسة الافتتاحية للجمع العام للتعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية توقيع اتفاقية شراكة بين التعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية و الاتحاد الافريقي لمنظمات النقل واللوجيستيك، كما تم تكريم فعاليات رياضية وفنية محلية عرفانا لها بالجميل وتقديرا لمسارها الحافل، ففي المجال الرياضي تم تكريم كل من بطل ألعاب القوى لحسن أتفان وكذا أحمد نجاح، وفي المجال الفني تم تكريم الفنان خليل أزلماض. ويشارك في هذا الجمع العام، الذى يندرج تنظيمه في ظل الدينامية الجديدة التي تشهدها التعاضدية العامة، نحو 500 مشارك يمثلون عددا من القطاعات والمؤسسات العمومية، وحضر جلسته الافتتاحية عدد من الفعاليات الرسمية والحكومية والمجتمع المدني من هيئات سياسية ونقابية وجمعوية تربوية وثقافية واجتماعية ورياضية وخبراء. ويأتي تنظيم هذه الندوة، في إطار الاهتمام الذي ما انفكت توليه التعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية، لمجال البحث عن السبل الكفيلة بالارتقاء بالحماية الاجتماعية والتعاضد عبر الانفتاح على مختلف الفعاليات المجتمعية، من خلال إتاحة المجال لنقاش عمومي، حول الأدوار الهامة الذي تضطلع بها الحركة التعاضدية في مجال الحماية الاجتماعية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، وإثارة الانتباه إلى السياقات والظروف التي تشتغل في إطارها، وكذا التوقف عند مختلف المعيقات التي تقف حائلا دون تحقيق أهداف الحركة التعاضدية، فضلا عن الارتقاء بمستوى العلاقات القائمة بين التعاضد والحركات الاجتماعية والحقوقية والثقافية والفنية والرياضية. وتتألف الأجهزة المسيرة للتعاضدية العامة التي تنتخب وفق الآليات الديمقراطية التشاركية، من الجمع العام الذى ينتخب أعضاء الجمعية العمومية من بين المنخرطين الأعضاء المساهمين والشرفيين، عن لجن الفروع الجهوية أو المحلية لمدة ست سنوات، وذلك بنسبة ممثل واحد عن كل 800 عضو أو جزء من هذا العدد يفوق العدد 400. كما تتألف هذه الأجهزة المقررة، من المجلس الإداري الذى يضم 33 عضوا، ينتخبهم الجمع العام لمدة ست سنوات ويتم تجديد الثلث كل سنتين عبر الانتخاب، في حين يتكون مكتب المجلس الإداري من 08 أعضاء ينتخبهم المجلس لمدة سنتين. كما تنتخب الجمعية العمومية كل سنة، لجنة المراقبة، ويتم أيضا تشكيل اللجان المنبثقة عن المجلس الإداري. وتجدر الإشارة إلى أن عدد منخرطي التعاضدية العامة التي تهدف إلى إذكاء روح التضامن والتآزر، يناهز أل 500 ألف منخرط ومنخرطة، ويستفيد من خدماتها المتنوعة، حوالي مليون ونصف المليون فرد من المنخرطين وذوي حقوقهم. وتهم الخدمات التي تقدمها التعاضدية العامة، مجالات التغطية الصحية التكميلية وخدمات الاحتياط الاجتماعي وتغطية أخطار الشيخوخة والحوادث والزمانة والوفيات، فضلا عن الخدمات الطبية الاجتماعية والطب النفسي الحركي، والمحافظة على الصحة والوقاية وتوفير النقاهة. وتتوفر التعاضدية العامة على 29 مندوبية إدارية و59 مكتبا إداريا للقرب و48 عيادة للأسنان و9 عيادات للفحوص الطبية و14 نقطة لخدمات البصريات. والتعاضدية العامة، التي يعود تاريخ تأسيسها إلى سنة 1948، مؤسسة غير ربحية، وتخضع في تسييرها لمقتضيات الظهير الشريف رقم 1-57-187 الصادر في تاريخ 12 نونبر 1963، بسن نظام أساسي للتعاون المتبادل، والقانون 65.00 بمثابة مدونة التغطية الصحية الإجبارية، والنظامين الأساسي والداخلي، والأنظمة الداخلية للصناديق المستقلة ومختلف الأعمال الاجتماعية التابعة للتعاضدية، والاتفاقية متعددة السنوات مع الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي( الكنوبس).