قررت مؤسسة أمان لحماية الطفولة بتارودانت، تنظيم ندوة إقليمية حول السياسة العمومية المندمجة لحماية الطفولة والابتعاد عن الطابع المؤسسي في مجال حماية الطفولة، وذلك بدار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بتارودانت يوم السبت 06 أكتوبر الجاري. واستنادا إلى ما أفادت به مصادر مطلعة أن هذه الندوة في إطار المساهمة في البرنامج التنفيذي للسياسة العمومية المندمجة لحماية الطفولة 2015-2020، وخصوصا الهدف الاستراتيجي الثاني منه، المتعلق بإحداث أجهزة ترابية مندمجة لحماية الطفولة، وفي إطار مشروع D.A.R المتعلق بالابتعاد عن الطابع المؤسسي في مجال حماية الطفولة، بتعاون مع كل من خلية التكفل بالأطفال والنساء بالمحكمة الابتدائية بتارودانت ومندوبية التعاون الوطني والمجلس الجامعي بتارودانت، وبدعم من جمعيةAiBi الايطالية والاتحاد الأوروبي. مصادر تتحدث عن الفكرة الأساسية لمنظمي هذه الندوة هي أن إيداع الأطفال داخل المراكز الاجتماعية “الخيريات” لم يعد أمرا مقبولا، وذلك بناءا على نتيجة الدراسات العلمية والاجتماعية والتجارب التي أثبتت أن الوسط الطبيعي لنمو الطفل بشكل سليم وعادي هو الأسرة. ذات المصادر تضيف أن على الدولة توفير للأطفال المتخلى عنهم وسطا ينعمون فيه بالدفء والحنان، وذلك عبر دعم – الأسر البيولوجية – الهشة ماديا ومعنويا أو توفير فضاء أسري بديل (في غياب الأسر البيولوجية، أو أسباب أخرى) لمنعهم عن التخلي عن الأطفال. وأردف المصدر أن هناك أرامل ومطلقات يعشن أوضاعا مزرية تجعلهم يتخلون عن أبناءهم. وأوضح المصدر أن الطفل عندما يعيش في المركز الاجتماعي حسب الدراسات، فنموه العقلي والنفسي يتعثر مقارنة مع الطفل الذي يعيش داخل الأسرة التي هي صمام الأمان الذي يقيه من هول الآفات ومن تأثير الأزمات وهي المشبعة لحاجاته. وحسب بعض المعلومات المتوفرة فإن من بين المداخلات المبرمجة في هذه الندوة، “صدور قضاء الأحداث في حماية الأطفال، والتدابير المتخذة في إيداع الأطفال في وضعية صعبة”، و “دور النيابة العامة في حماية الأطفال والنهوض بحقوقهم”، و”منظومة DI= الانتقال من مأسسة الرعاية، إلى مأسسة الخدمات”. وفي سياق متصل فإن مؤسسة أمان لحماية الطفولة تتطلع من خلال مائدة النقاش الخروج بتوصيات لتحقيق حماية أفضل للأطفال المتخلى عنهم، تتجاوز مفاهيم الشفقة والصدقة والإحسان إلى الإخاء الاجتماعي، من أجل إنقاذ مواطن شاءت له الظروف أن يعيش بلا هوية بيولوجية، وفق تعبير منظمي الندوة.